السبت، 19 يوليو 2008

**


.
الساعة الآن الخامسة والنصف صباحا , والضوء يتربع على عرش السماء معلنا للكون بداية يوم جديد , والظلام يحني رأسه لينسحب شيئا فشيئا باتجاه الأفق البعيد جدا ليفهم العالم كله أن يوما رحل معه , وأنا مابين يوم قادم وآخر رحل أحاول التعلق بأمل جديد ويأسا قديما يسحبني باتجاهه , أحاول التقدم خطوة باتجاه النور وألف خطوة رحلت مازالت متعلقة بي , أحاول أن أكون وجودا راضيا وعدما لم يتركني يُجدد بي سخطه على الدنيا ...
كيف أُبرر لك احتياجي يا نون وهل ستصدقني إن أخبرتك بأنني قد أشعر بالأمان بمجرد كتابه أرقام هاتفك على شاشة جوالي ؟؟؟
هل ستصدقني إن أخبرتك أن صوت الاتصال الباهت جدا يجعلني أشعر بأن علاقتي بالدنيا مازالت قائمة ؟؟
هل ستصدقني إن أخبرتك بأن إحساسي بأنك هناك على الطرف الآخر تنظر إلى أرقامي وتُفكر بينك وبين نفسك بي وباحتلالي لفضاء غرفتك يمنحني فرحا استثنائي لا شيء يُشبهه سوى فرح الأرض بالمطر ورقص الورد مع قطرات الندى؟؟؟
,صدقني يا نون فأنا لا أعرف فن الكذب عليك , ولم أتعلم بعد كيف أخبئ عنك بعضا مني , وأُداري كل ما يُخجلني ...
سرقت من الليل نصف ساعة حاولت استجداء نوم فارقني , تزودتُ بأمان منك يكفيني لنوم ساعة ولكنني استيقظت خائفة أبحث عنك, أبحث عني, أبحث عن دنيا أُخرى تنساني وتمنح مكاني لسواي لأعيش أنا كما يحلو لي, مؤلم يا نون كل إحساس بتفاهة وجودك , وبأنك مهما كنت مهما لغيرك لا يعني ذلك لك شيئا , ومهما اعتمد الجميع عليك تظل عاجزا عن الاعتماد على نفسك , مؤلم أن يضعوك كل الناس في المقدمة وأنت تعرف جيدا بأنك متأخر جدا تُراقب الراحلين وتفرح بالقادمين ...

صباحك فرح يا سيدي
و
أحبك