السبت، 19 يوليو 2008

انت طيب





انتظرتُ رسالتك
كنت أعرف بأنها ستأتي واُدرك وقت حضورها .
انتظرتُ رسالتك
وأنا أعرف بأني لا أحتاج للانتظار
فقلبي سيأتيني بوقت حضورها قبل حضورها
وسيحتفل بمجيئها قبل أن تُدرك أنت ذلك .
انتظرت رسالتك لأن الانتظار صار ضمن طقوس حياتي بدونك
ولأنني تعودت عليه وهو أيضا تعود علي
وماعُدتُ أُجيد القيام بأي شيء يخُصُك بدونه .
."طيب" ياااااااااااااااااااااااه العالم كله اذا طيب
حتى اليابس من الغصون والذابل من الورق
حتى المشردين
المجروحين
الموجوعين
المتعبين
حتى الأغبياء والمجانين
حتى المبصرين والعمي
كل العالم بخير
حتى الأيتام والمعدمين
الأرامل والمساكين
كل العالم بخير
حتى مدن الزلازل
وقمم البراكين
كل العالم بخير يا طيب
كل البائسين سُعداء الآن يا طيب
كل الجوعى ممتلئين الآن يا طيب
كل الفقراء أغنياء الآن يا طيب
وأنا تخيل بأني "أنا" أرقص طربا على ايقاع صوت حذائي البالي
وأدور حول نفسي فرحا بالعالم السعيد بك يا طيب
تخيل بأنني صرت أجمل ألف مرة
صدقني اتسعت عيناي أكثر
وأناملي صارت أرق وأجمل
حتى شعري راق لي لونه
وصوتي سحرني برقته
ولأول مرة أُغني ولا أتمنى أن يتوقف صوتي لترتاح أُذناي
ولا أبحث عن صوت العصافير لترحمني مني
صدقني صرت أجمل ألف مرة
انتفخت وجنتاي وتسلل اللون الأحمر اليهما بمهارة وبحرارة
لأول مرة أُخبيء وجهي بيداي ولا أختنق لغياب الهواء بل على العكس تماما أتنفس أفضل
وأُغني ببراعة أكثر
يا طيب مختلفة أنا اليوم بعد رسالتك
مجنونة جدا بعد ابتسامتك
أقفز فرحا وأصرخ كما لم أفعل من قبل
وكأنني كنت بحاجة لجنون أكثر وسذاجة أتعلق بها أكثر وأكثر .
شكرا لأنك ماتركتني معلقة بين العقل والجنون
فها أنا أُعلنها بثقة "مجنونة بك".
شكرا لأنك ما تركتني معلقة بين الموت والحياة
فها أنا أموت حبا فيك .
شكرا لأنك ماتركتني معلقة بين وجودك وغيابك
فها أنا أُقبل حرفا جاء منك .
شكرا لأنك ماتركتني معلقة بين السماء والأرض
فها أنا أطير كغيمة لن تعود أبدا للأرض .
شكرا لأنك ماتركتني معلقة بين أن أكون وأن لا أكون
فها أنا لا أكون لتكون أنت فقط أنت ..
أُحبك كما يليق بك وأكثر