السبت، 19 يوليو 2008

تغيرت كثيرا





..اكتشفت مؤخرا بأنني ابتعدت عن الناس كثيرا
صار عدد معارفي محدود جدا
وجوالي البائس متخم بألف رقم تقريبا لا أعرف منها إلا مئة أو أقل
وكل صندوق الوارد رسائل من"قناة العربية" عن مقتل 12 وحريق سوق أوانهيار مباني
وان افتقدتُ العربية يوما أمطرتني رسائل "موجود"
أنظر بلامبالاة لأصحاب الأرقام وأحذف الرسائل بهدوء
وأُردد بيني وبين نفسي " شكرا شركة الاتصالات لأول مرة أُقدر خدمة من خدماتك وأشعر برغبة جادة في اقتناءها
".اكتشفت مؤخرا أيضا بأنني أميل إلى العزلة أكثر من أي وقت مضى
ولا أكترث بمتابعة برامجي المفضلة ولا أتحمس كثيرا لمشاهدة فلم جديد
ولا تُثيرني حكايات أمي عن ابنة خالتي المغتربة أو عن أخي وآخر انجازاته الكروية
أو حتى عني أنا وعن سؤال أقاربنا عن حالي ماعاد يعنيني أي شيء ولا يهمني أي أحد
صرت أخاف على قلبيي كثيرا فكلما سمعت خبر مرض أو وفاة استقبلته بنفس اللامبالاة
وحملته عبئا ثقيلا وأنتظرت حتى أختبئ تحت ستار الليل وأبكي
والمؤلم في الأمر أنني لا أعرف سببا للبكاء أو محرضا محدد للألم هكذا بلا مقدمات صار عندي وقتا مسائيا للبكاء
قد ارتشف فنجان قهوتي وتنساب دموعي وكأنها وجبة عشاء
لا فرق يُذكر أبدا صارت دموعي مثل الواجب الذي لا أتأخر عنه
أبكي كل شيء فآتني الاحساس به نهارا أو تجاهلته أمام الآخرين قصدا
هكذا وبلا مقدمات يزورني الدمع ولا أعرف وقتها سبب لوجوده
فلا حُزن يشعر به قلبي ولا فرح
لا وجع ولا ارتياح
لا رضا ولا حتى سخط
كغيمة مثقلة تنفجر مطرا حتى لا تسقط على الأرض هكذا قلبي والمطر لاشيء يُشبهه سوى دمعي
.اكتشفت بأنني تغيرت كثيرا منذ آخر لقاء جمعني بك انخفض معدل الفرح عندي وصار اعتياديا
ربما ابتسم فرحا
أهز رأسي رضا
وأُصفق إعجابا
معك كان الفرح مختلفا كنت أضحك بجنون
وأقفز كطفلة تحتفل بالمطر
يتمايل رأسي طربا بلا موسيقى تصل إلى أُذني
فقط ايقاع حضورك يُطربني
.تغيرت كثيرا منذ ابتعدت عنك خسرت نفسي وأعترف أخيرا بأنني دفعت ثمنا غاليا مقابل رحيلي عنك
كان الثمن أنا وروحي النابضة بالحياة والأمل
كنت أتمنى أن يأتي اليوم الذي أكتب فيه عنك وأجعل عنوان بوحي " رجل عادي "وأبدأ نبضي بــــ من أنت يا ....
صار صعبا علي تذكُر اسمك وشكل ملامحك وأختُم حديثي بـــ صعب جدا أن لا أفتقدك
وأنا التي تعودت أن أبدأ يومي بالحنين اليك
كنت أتمنى أن يأتي اليوم الذي أرد فيه على تساؤلاتهم بــ ما أكتبه مجرد بوح من نسج الخيال
مجرد حب أقتات عليه لأكتب ويُقرأ قلمي
كنت أتمنى أن أقول بأنني أصطنع الحب لأصل الى القلوب وأشتهر كما لم أفعل من قبل
كنت أتمنى أن غيابك عني سيمنحني حرية أكثر فأكتب عن أي أحد بنفس الجنون وبمعدل شوق لا يتغير
أعترف بأنني اعتقدت للحظة واحدة أن غيابي عنك سيمنحني غدا بدونك
وذكرى لا تعرفك
.تعبت من حُبك الذي لا ينتهي حتى وان خارت قوى روحي
وأُنهك إحساسي
وماتت رغبتي فيه
أتذكُر عندما أخبرتك بأن "لندن" بالرغم من سحرها كانت تغيب عني كلما اشتقت إليك
وأشجارها الباسقة تنحني رأفة بقلبي كلما بكيتك
سناجب" الهايد بارك" كانت تقف أمامي وتنظر إلي بانكسار وحدها تُدرك ما يحمله قلبي
تُبصرُك في عيني طيفا وبين يداي وردا وزهرا
تسمع صوتك معي أنينا
وتعرفك من حديث الريح همسا
أخبرتك وقتها بأنني بالرغم من سحر" لندن" أتعبني فقدك
وتمنيت وجودك
وصار مؤلما جدا تكرار نفس سيناريو المسرحية الفاشلة ومع نفس الأبطال
كنت أموت وقتها بدونك فأنا مطالبة بسعادة تليق بالمكان والصحبة والزمان أيضا
وأنا لي عالم آخر لا مكان ولازمان ولا أحد فيه عالم ماعرف سواك وما أعلن الولاء حبا إلا لك وحدك
تعبت يدونك ومات في قلبي حتى الفرح الزائف الذي صنعته حتى لا أخذِل من معي
صرت ضعيفة جدا كورقة خريف على غصن شجرة مكسور
تشبثت وقتها بالمرض حتى أُخفي ماتسرب من شوقي إليك ونجحت في الاحتفاظ بك حلما
وعدت للوطن بحثا عن وطني "أنت "
كنت أحتاج لاستنشاق نفس الهواء الذي يعبث بخصلات شعرك
كانت عيناي بحاجة لمعانقة نفس الشوارع التي تحتويك وتحتويها
كنت أبحث عن عابرين قد يلتقون بك فيعلق على ملامحهم بعضا منك
لن تغفر لي لندن أنت من أخبرتني بأنها لن تفعل لأنني رحلت إليها بدونك
ولكنها غفرت لي فهي ما وجدتني وماكان على أرضها سواك كنت أنا ..
كل مامعي ملكا لك وحدك "أنت أنا بتصريف آخر ".
اكتشفت مؤخرا بأنني أكتب كثيرا أهذي بمعنى ومن دون معنى
هكذا فقط أُبعثر إحساسي كلمات وأُحمل الحرف أمانة حكاية لا يعرف كيف يُصيغها على الوجه الذي يرضيني عنه
ماالحل ان كنت لا أُجيد الثرثرة الا على السطور؟؟؟
وتموت رغبتي في الكلام وأٌقدر كل ما هو مقروء ؟؟
ماالحل ان كنت مجنونة بحبك وبكل حرف يُقربني إليك؟؟
.أُحبك فرفقا بجنوني لا تمنحه عقلا حتى يسهل علي احتواءه