السبت، 19 يوليو 2008

نون1


.

.يا سيد نون اعذرني اخترت من حروف اسمك ما قبل أوسطها لأُخاطبك به , ربما لأنني أُحبه دون سواه وأجده كقارب لا أشرعة له متعلق بنقطة في السماء , أو كنصف قلب مازال قائما على السطر بفضل ذرة أمل تسكن أعلاه ..
قد تتساءل بينك وبين نفسك لماذا سيد نون ؟؟؟ ولماذا لا أُخاطبك باسمك عوضا عن الترميز والخوض في غموض لا معنى له ؟؟ وحتى لا يُتعبك التساؤل يا سيد نون سأُخبرك لماذا اليوم استبدلتك بحرف وتركتُك معه على السطر , باختصار يا سيدي وجدتُ بأنه لون جديد من الحُب ما جربته من قبل وطريقة مميزة لكتابةرسالة لم اقترفها معك , وجدتُ بأنني قد أظلم الحروف إن جردتها من التلبس بك نداءا , والتباهي بك إحساسا..
.
يا سيد نون لا يخفى عليك بأنني فيما مضى من أيام أُصبتُ بجنون حُب يُشبه ذاك الذي كان قبل سنوات معك ربما وجودي حيث أنت على ذات الأرض وتحت نفس السماء أفقدني صواب إحساسي وألبسني الجنون حتى مع المنساب من أنفاسي , لا يخفى عليك بأنني كنت ارتمي بين يدي قلبك رسالة تلو الأُخرى كطفلة تسقط كثير اولا تُسعفها الخطوة , تخيل بأنني أسمعك في كل صوت وأراك في كل شخص وأستشعرك حولي كلما انتقلت من مكان إلى آخر , أقسم لك بأنني كدتُ أعترض طريق أحدهم لأنني ذات لحظة جنون اعتقدتُ بأنه أنت وتخيلت ظلك معه , مشكلة يا نون صدقني مشكلة كبيرة ولا حل لها عندما نفقد القدرة على التمييز ونتبع إحساسنا كمن يسير في الظلام بثبات وهو وسط غابة ...
أنا في مشكلة يا نون لأنني أُحبك , ولأنني أضعك الأول في قائمة حياتي الممتلئة حد الثمالة بغيرك , ولأنني أثق بك أكثر من ثقتي بنبضي الملتصق بقلبي , و أُعلق عليك أحلامي أكثر من تعليقي لها على أملي بالحياة وبي, أنا في مشكلة كبيرة بسببك يا نون لأنني لا أعرف كيف أجعل منك صفحة أطويها وأمضي لأقرأ سواها , أو كمحطة قطار أتركها ترحل بدوني وألتحق بغيرها , أو كحفلة صاخبة أحضرها ذات ملل وأنسى وجه صاحبها , لا أعرف كيف أجعل منك ماضي وأنا أحياك حاضرا مع كل نبضة حياة جديدة , ولا جملة أكتبها تجعل منك خبرا وأنا أراك مبتدأ إحساسي ولا أجد معك خبر منتهاه ..
اقرأني جيدا يا سيد نون تعلمتُ من ما سبق من أيام أن الحب ليس احتياجا وبأنه لا يكبر كلما اتسعت فجوة الفقدولا يتكاثر كلما اعتصر الوجع القلب , الحب لا يأتي بديلا ولا مُكملا لسواه , هو لوحده كيان لا يتجزأ ووحدة لا تقبل القسمة على سواها , فنحن لا نُحب بحثا عن الأمان , ولا نهيم شوقا لأننا فاقدي حنان , ولا نبكي يأسا لأننا ناقصي أمل , الحب الحقيقي لا مبرر له , ولا ننجح مهما حاولنا في تعداد أسباب وجوده , ونعجز كليا في تبرير تعلق حياتنا به , الحب يا نون باختصار احتضار لأنه يستنزف طاقة إحساسنا في التفكير بحثا عنأسباب نتعلق بها لنرضى عنا , نُعددها كل لحظة انهيار لتهدأ ثورة غضبنا ...
اكتشفت من ما سبق من أيام بأنني أُحبك فعلا فأنا كنت غارقة بحب كل من حولي ومشغولة معهم حد نسياني , وما وجدتُ وقتا لترتيب حفلة كنت أنوي إقامتها لهم لأنهم سبقوا قلبي بإحساسهم بي وجعلوا من بضعة أيام معهم سنة فرح كنت احتاجها وعمر رضا كان ينقصني , كنت يا نون مشغولة معهم سعيدة بوجودهم من حولي أمي ,أبي , إخوتي,شوق , مشعل كلهم بلا استثناء تعلموا كيف ينتزعون مني ابتسامة فرح بهم لا تُشبه إلا نفسها ولا تأتي كالسحر إلا أمامهم ...
صدقني يا نون لا إحساس وقتها كان ينقصني , ضحكتُ حد البكاء , رقصت كفراشة ما اكتحلت بالضوء منذ زمن , وتكلمتُ كثيرا كببغاء نابغة يروي قصص ما سمعها ويحكي عن أشخاص ما عرفهم , ونمتُ بعد يوم طويل بلا غطاء وعلى الأرض بالقرب من أمي وحكاية النوم كانت ضجيج إخوتي وأحلامي اختلطت بالواقع بعد أن امتزجت بدفء غرفة أمي , واستيقظت قبل الجميع حتى لا تضيع فرصة معانقة ملامحهم الغافية , ووقفت بالقرب من سرير أمي وأبي وعيناي مفتوحتان على اتساعهما تحاولان التهام صورة تواسيهما بعد الرحيل , وتُبارك الدموع إن امتلأت الأجفان بها , وعلى أطراف أصابعي تجولت في المنزل أُلملم ضحكات الأمس وأجمع أصداء الحكايات وأخبئ ما بات من أسرار , كنت يا نون منذ يومين مضت ملكة تاجها حُب من حولها وسعادتها حياة هم فيها , تخيلت للحظة أنني نسيتك وبأن احتياجي لوجودك بدأ يتلاشى , حاولت أن أضعك في آخر قائمة اهتماماتي ولكنك رغما عني عُدت من جديد , كنت أتسلل هاربة لأبحث عنك في قلبي وكلما وجدتُك أضم يدي إلى صدري بقوة وأشكر الله وأعود لأفرح معهم , كنت أخطف من الزمن دقائق لأكتب رسالة لك وأعرف جيدا بأنك لن ترد عليها ولكن احتجت وقتها أن أجعل منك إحساسا حاضرا معي في أجمل لحظاتي ..
يانون أنا لا ألومك فأنت ما اخترتني وأنا لا ألومني أيضا فأنا ما اخترتك , ألوم الحب لأنه تأخر علينا , وجاء بعدما قتلت ظروف الحياة فرصة لقائنا , وكبر أكثر بعدما كبرنا نحن عمرنا صار أقرب لنهايتنا , أحتاج يا نون أن أثور غضبا وأن أصرخ سخطا على أي أحد وأي شيء حتى أُخفف عبء روحي فهي تكاد تتداعى وأركانها الثابتة إيمانا بالعدل بدأت تسقط تباعا يئسا من ظلم الدنيا لها ...
حبيبي نون أكتب لك لأصوغ اعتذاري كلمات هي جزءا من روحي , ولأكتب لك أسفي حروف هي نبضي ..
أعتذر لأني أثقلتُ عليك , ولأنني أقحمتُ ذاتي اللا موجودة معك , وحاولت بقوة أن أفرض إحساسي السخيف حيث أنت , آسفة بحق فأنا مازلت مجنونة بك بالرغم من أنني على مشارف الثلاثين الآن إلا أن قلبي المسكون بك يُعيدني طفلة ما تجاوزت العاشرة , ويجعل مني مراهقة لا تعرف الفرق بين الحب والإعجاب وبين الشفقة والهيام ..
آسفة جدا وجدا وجدا يا نون لأنني أسأتُ التصرف معك فلم أقنع بما منحته من وقتك لي وصرت أُطالب
إحساسك بأكثر وكأنك لي وحدي ونسيتُ بأن الدنيا كلها تُشاركني بك ...
.
يا نون كيف أنساك ولا مبدأ يرتكز عليه حبك ليُصبح منطقيا
ولا قانونا واضحا يخضع له فعليا
هو هكذا جاء بلا تفسير واضح
وبلا مبرر أستطيع التعلق به لأغفر لنفسي موتها حبا فيك
.
أُحبك لا أعلم الى الآن أي جريمة اقترفتها
وأي ذنب أُعاقب عليه
لا أعلم لماذا أنا ولماذا أنت ؟؟؟!!!!
ولماذا أيضا أقف أمام سؤال بسيط كهذا عاجزة عن الجواب وأنا التي لا تُعجزها أعسر الأسئلة
ولا ينال منها أندر الألغاز ؟؟!!!!
لماذا يا نون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان كنت تملك لي جوابا فلا تبخل علي يا صديقي فأنا بالروح عليك ما بخلت
وبأغلى نبضات قلبي على حُبك الغالي جُدت