السبت، 19 يوليو 2008

وأكثر




مهما هرب الطير الى السماء لابد أن تتعب أجنحته
فيبحث عن أقرب غصن ليتعلق به ويترك على ظهره ما جمعه من تعب الريح وأنات النسائم
ومهما ارتفعت أمواج البحر غضبا لابد أن تعود من جديد إلى البحر
ومهما امتد ضوء الشمس ليصل حتى للغافي من الأعين مايلبث أن يرحل آخر النهار مودعا الأرض غروبا ..
كل شيء يا سيدي يُجيد العودة ويعرف جيدا من أين بدأ حتى يعود من جديد
ويُدرك تماما عند أي نقطة ترك بداياته حتى يعود ليترك عندها نهاياته
كل من أعرفهم يفهمون جيدا ما معنى أن تنطلق من نقطة واحدة راكضا باتجاه النهاية
وما الهدف من حفظ الخطوات الأولى في الذاكرة وما فائدة العودة الى الوراء ان تاهت القلوب وضاعت الأهداف
كل من أعرفهم يا سيدي يعرفون خطوة أولى في حياتهم
حتى أخي الصغير اكتشفتُ مؤخرا أنه أكثر نضجا مني وبأن مكتبته الصغيرة أكثر تنظيما من غرفة كاملة خاصة بكتبي
اكتشفت مؤخرا بأنه يُجيد كتابة المذكرات ويبدأ كل يوم بكلمة "صباح الخير يا عبودي "
اذا هو يُدرك بأن الصباح خطوة اليوم الأولى على ظهر العمر
وبأن ايمانه به خطوة الحلم الأولى في حياته
اكتشفت مؤخرا بأني أكثر ضياعا وبأن أخي يعرف تماما كيف يخرج لشراء حلوياته ويعود من جديد
وأنا أُجيد الخروج وأتوه في العودة أعرف كيف أغلق الباب خلفي ولا أُجيد فتحه
حتى وان حملت مفاتيح المنزل كلها معي ...
باختصار يا سيدي أنا أُنثى كبيرة ودعت العشرين منذ سبعة سنوات ومازلت تائهة
أحتاج لأخي الصغير لأتعلم مامعنى البداية
واحتاج لاختلاس النظر الى دفتر مذكراته لأعرف شكل النهاية
باختصار أنا أُنثى كبيرة لا تعرف كيف تكتب مذكراتها
وكل محاوله تنتهي باستنفاذ مخزون الورق وارتفاع رصيد الأرق..
جاء حُبك ليجعلني أكثر ضياعا وعندما بدأت أُبصر شكل البداية تاهت كل المفاهيم عندي
واختلطت الطرق في نظري وصُرت لا أُبالي كثيرا بأي شيء
لا بما مضى من العمر ولا بالقادم من الأيام
جاء حُبك ليعلمني" أغرب عادات "لا يُغريني الربيع كثيرا
وأعشق الخريف وأُدمن برد الشتاء
لا أُحب عصير الفراولة وأعشق ارتشاف فنجان قهوة
لا تستهويني الحدائق المزدحمة وأجد نفسي في غرفة فارغة الا مني
أبكي وكل من حولي غارقا في موجه ضحك صاخبة
وأرقص طربا والعالم يبكي دما وينتحب حُزنا
أرسم سماءا تُعانق الأرض وأرضا تتعلق بالسماء
أرسم وردا بلون الحزن وأوراق بلون اليابس من الأغصان
أكتب قصصا لا أبطال لها ولا أحداث تُغري بقراءتها
أنثُر شعرا لا يُشبه الشعر مجنونا بلا قافية يحكي عن قلب بالي بلا وزن ولا قيمة
أنسى اسمي ان سألوني عنه وأُردده كالمجنونة وحدي ان تركني ظلام الليل بلا أنيس سوى صوتي ..
علمني حُبك"أن أفرح " فرحا لذيذا يتعلق بأذيال حضورك
فرحا لا يُشبهه شيء تماما كحذاء سندريلا وفرح الأمير بها
فرحا غبيا يُشبه فرح الوحش بابتسامة الجميلة
فرحا لا يعرفه أحد تماما كوجودك في قلبي
علمني حُبك فرحا آخر وجها للحزن سعيد
ورقصة جرح جديد
وترنيمة فقد وتجديد بعد ..
اكتشفت مؤخرا بأنني مجنونة بك جنونا رائقا وأنيق
لا يدفعني الى قتلك حتى احتوي آخر انفاسك
ولا يُحرضني على مصادرة حق من حولك فيك
جنون منطقي جدا لا يجعل مني أُنثى مندفعة تقتل بوجودها ذكرياتك عمن سواها
وتحضر لتُلغي من كان معك قبلها
جنوني بك عاقل جدا جدا
لن أقتلك فقط لتمت شوقا
ولتختنق حنينا وليرتفع رصيد خوفك من كل شيء بدوني
لن أقتلك فقط ليمتليء قلبك بي ولتنساب أنفاسك ثقيلة ولتتعثر بحروف اسمي ويفضحك دمعك حنينا لي وحدي
لن أقتلك فقط ليأتيك صوتي همسا مع نسائم الصباح وظلام الليل ومطر الصيف فتبحث عن وجهي فلا تجدني ويتوه
احساسك بدوني ويموت تعلقك بك شيء سواي
لن أقتلك فقط عليك من الشوق ما تستحق وأكثر وأكثر وأكثر ..
أُحبك كما يليق بك وأكثر