
..أتعبتني تلميحاتهم هناك شيئا ما في ملامحي تركهم يتجولون بنظراتهم باستغراب
يبحثون عن سر مختبئ خلف بريق عيناي
وعن سبب ساكن بين ثنايا شفتاي يجعلني أضحك أحيانا بلا سبب وأبتسم بلا معنى .
لستُ غريبة عنهم أُحاول المضي قدما بالقرب منهم أتتبع ظلالهم وان تأخرت عنهم ركضت بسرعة لألحق بهم
تمتد يدي أحيانا لتتعلق بأيديهم ولكنهم لا يرونها أو ربما لا يشعرون بوجودها
فيتركونها تنساب من بين فتحات أناملهم وتعود من جديد الي أحملها بالقرب من قلبي وأتبعهم .
الآن فقط مللت من تتبع ظلالهم وتعبت يداي من تجاهلهم وماعاد يهمني كثيرا ان جمعنا نفس الطريق أو تاهت خُطاي عنهم
صار صعبا علي التعلق بوجودهم ربما خُلقت لأكون وحدي مختلفة بسذاجة احساسي وغريبة في ايماني بمبادئي .
تذكرتك اليوم بعدما وعدت نفسي أن لا أتذكر أنني تذكرتك
ولا أحكي عن تذكري لتذكر وجودك
ولا أبوح بسر حلولك
ولا أعود لأشتكي من ضعف قلبي بدونك
تذكرتك اليوم بعد أن نسيتك لأربع ساعات وعشر دقائق ولا أدري بالتحديد عدد الثواني
شعرت وقتها بأنني ما ذكرتك منذ زمن
وبأنني خُنتك مع ساعات أربع أخذتني منك
حملت يداي باتجاه قلبي لأتحسس وجودك نبضا
ولأطمئن على اكتمال أنفاسي بك
تذكرتك اليوم وهم معي ينسجون حكايات أُدرك تماما زيفها
وأعرف بأنهم يتطلعون لوجودي ويتسابقون لانتزاعي منك
ولا يُدركون من أنت
لن أغفر لهم جهلهم بك .
نحن مُجرد قصص قد تكون قصيرة وقد تكون رواية وبالامكان أن تتحول الى أُسطورة أو تكتفي بحكاية
كل من أعرفهم ياسيدي مجرد قصص قصيرة لا يكترثون بأي شيء يُثرثرون بلا معنى يجرحون بلا هدف
يقتلونك ويضحكون فرحا بألمك يتجاهلونك ويسخرون من اكتفائك بك
لن أتبعهم سأكون طيرا يُحلق خارج سربه
حتى وان كسرت الريح أجنحتي سأسقُط حتما على سفح جبل أو غصن شجرة أو حتى في بطن وادي
ولكنني لن أسقط أبدا بينهم
ولن أمنحهم شرف مداواة جراحي أو فرصة للسخرية من وجعي .