
تعلمت أن أنثر إحساسي بعفوية
أن أحكي ببساطة
أن أمنح المستمع ساعة مميزة يُصبح فيها سيد اللحظة
أمير أجمل عبارة
تعلمت كيف احترم الإحساس أكثر من أي شيء
وكيف أُقدر انهمار المشاعر أمامي
وتلعثم الشفاه في حضرتي
تعلمت الكثير الكثير ربما أكثر مما يجب ولهذا انا جاهلة بي الآن ,
تائهة عن إحساسي ,
مجروحة القلب ممزقة الروح
, لا أعرف طريقا الجأ اليه ليرتاح بعضي ,
ولا أجد سماءا أمنحها روحي ليرتاح كلي وكأن كل الأماكن ترفضني ,
وكل المسافات تُعاقبني بابتعادها أكثر عني ,
كل محاولة مني لايجاد حل تأخذني لمشكلة جديدة ,
وكل أمل أتعلق به يدفعني ليأس سحيق ,
كل فرح يُلقمني الحزن مع لحظاته ,
وكل ابتسامةمشروع حزن طويل ,
وكل خطوة اقترفها للأمام تعود بي ألفا إلى الوراء ..
لست غاضبة أبدا ولا حزينة إطلاقا فأنا أؤمن بأن الله يُدرك تماما أي أُنثى انا ووضع لي نهاية تليق بي ,
أؤمن بأننا قد نختار أي الطريقين نسلك ولكننا لا نملك حق اختيار من سيُصادفنا في كل طريق ,
وأؤمن أيضا بأننا قد نختار الانتحار كوسيلة لإنهاء حياتنا ولكننا لا نملك الحرية في اقترافه وقتما شئنا
فأبسط تفاصيلة قصة مكتوبة منذ زمن ,
أُدرك وأُؤمن وأعرف أن الله منحني حُبك ووضعك في طريقي لأتعثر بك وجعل من التقائنا بداية لحكاية
هو وحده من يملك خاتمة لها وأشعر بأنها مازالت في بدايتها بالرغم من أنك اخترت الرحيل لتخنقها
والانسحاب لتُغلق بابها خلفك ونسيت بأننا لا نختار أي الخطوات تأخذنا بعيدا ولا ننجح في رسم خطة ناجحة تجعلنا نسرق من بنك العمر أياما لا تجمعنا الا بمن نريد ....
تركتني دون أن تعلمني الطريقة الأفضل للقضاء على كل إحساس بشوق واختناق بحنين ,
وجنون لا حل له يأتي مع رغبتي في وجودك ,
وبرد كشتاء لا ينتهي يجتاحني كلما افتقدتُ حضنك ,
تركتني مشكلة لا حل لها ,
وأُنثى لا نهاية لاحتياجها ,
وقلب لا تعرف نبضاته كيف ترقص قرحا بحضور أحد سواك ..
نركتني واعتقدت وقتها بأن رحيلك سيمنحك ذاكرة معطوبة
لا تستطيع معها أن تتذكر الأنثى التي انتظرت حيث تركتها لا تعرف كيف تعود بدونك ولا كيف تتقدم من غيرك ,
تماما كشجرة توت جذورها في الأرض تدفع الريح أغصانها وتنزع أوراقها وهي لا تتحرك تبكي ندى على خد التوت
وورق أصفر على وجه الأرض
تركتني دون أن تُدرك بأن لا أحد لي سواك ولن أجد مهما حاولت من يقرؤني كما تفعل أنت
ومن يمسح برفق على جبين احساسي كما تفعل كلماتك ,
ومن يُنسيني العالم بوجوده بالقرب من أنفاسي مثلك,
أحبك ولا أعرف كيف أكرهك ابدا ولا أنجح في اصطناع الغضب منك مهما حاولت ,
حكايتي معك لن تنتهي فكلما دعوت الله أن يأخذك بعيدا عني اقتربت مني أكثر ,
وكلما سألته أن يموت احساسي بك يرتفع شعوري المفرط بوجودك في كل شيء ومجيئك مع أي شيء ,
أُحبك والفرق بيني وبينك أنني مؤمنة جدا وجدا وجدا
أما أنت فمازلت تبحث عن شك ليموت في قلبك اليقين
وعن احتمالات لتختفي "النعم"
وعن فضاء لتغيب من أمامك حقيقة الأرض,
ليتك تكف عن البحث الآن وتؤمن مثلي بأن لا أحد يختار نهاية لحكاية ما كتبها أبدا ..
كن بخير