السبت، 19 يوليو 2008

الريح




...تحمل الريح أصوات العابرين وأنات المشردين
وقد تأتينا بعبق الورود ورائحة العطور
تحمل الضعيف من الورق والصاخب من الأصوات
تأتينا بذرات الرمال من شاطئ البحر وحتى من سفوح الجبال
الريح حكاية يكتبها الهواء على وجه الأرض
وترويها النسائم للفجر
هي صراخ الأرض عواصف وبكاء السماء مطرا
.الريح تأتيني بك تحمل لي رائحة عطرك
ترسم لي في السماء بعضا من ملامح وجهك
تدفعني بقوة فأمشي بهدوء أتبعها
بالقرب من موج البحر تُغني الريح لك أُنصت بخشوع وأبكي احتفالا بمقدمك
تأتيني روحا وتزورني طيفا وأضُمُك بأجفاني لتنام في عيني حلما حبا وهما
الريح تأتيني بك والبحر يضحك عليا ومني يُرسل أمواجه لتعانق السماء وتعود لتنكسر على الصخور
وينكسر معها قلبي بدونك
أُحب صوت الهواء ذاك الذي يندفع من نوافذ السيارات بقوة
أُحب عبثه المجنون بوجهي وتسلله الجريء واندفاعه بلا حساب وبلا تقنين
أُحبه عندما يتفق مع البحر ليحمل أمواجه الى أقرب نقطة تقف عليها أقدام البشر
ويرسم على الشاطئ لوحة من الأصداف وصغار الأحجار
أُحب قوته عندما يستحيل ريحا لا تحسب حسابا لمن يعبرأمامها
تهب في كل اتجاه تحمل صوت الضحكة وملوحة الدمعة تقتلع رؤوس الأشجار وبتلات الورد .
أحببتُ الريح قبل أن أعرفك
وعشقتها حد الجنون بعدما عرفتك
وماعدت أخاف منها صرت أستعذب صوتها وهي تصفع وجه الأبواب
وتضرب بقوة على النوافذ
أُحب غضبها المجنون
ثورتها على البحر والصحراء والجبال
احترم اندفاعها وأبكي معها عليها
وحيدة بائسة مثلي تماما الفرق الوحيد أنها تُسافر حيثما تشاء وتبكي وقتما تشاء
على وجه البحر امواجا
وعلى سفح الجبال أحجارا
أما أنا فمازالت أختبئ لأبكي بهدوء
وأداري ملامحي البالية بيداي حتى لا تفضحني
أُحب الريح لأنها تحكي عني
تشبهني
وتفهمني كما يفهم البحر أمواجه والغيم أمطاره