
....
يا سيد نون مساؤك مطر لا يبتل به سوى قلبك , ولا يطرق إلا نافذة إحساسك , ولا يأتي كالسحر إلا من غيمة روحي المحلقة فوقك ..
أجلس الآن أنا وفنجان قهوتي أخبئ فيه إرهاق يوم كامل مضى نصفه , وأضع مع رواسب البن بعضا من همي واستجديه كافيين مركز لتخدير أطراف إحساسي بالدنيا ومن فيها , أجلس الآن أنا وفنجان قهوتي ذاك الذي صار يُشبهني حد التوحد معي فأنا أختار الأكواب لتبدو جزءا مني , أضع عليها صور للورد والمطر والريح أرسم على أطرافها نجوم وأُعلقها بشعاع شمس , أُحب أن أجعل من أِشيائي حلما لا يُشبه واقعي , وفرحا لا تأتي به أيامي , فنجان قهوتي يُشبهني مجنون مثلي يلتصق بي بالرغم من برودة أناملي , يتعلق بطاولتي بالرغم من إهمالي له , ينتظرني حتى أذوب فيه كقطعة سكر وهو الذي تعود مرارة إحساسي به , فنجان قهوتي يا نون ككل أشيائي وفي جدا حد البقاء حتى وان تحطمت إحدى أطرافه وماتت قدرته على احتواء مافيه , عارف يا نون أجمل ما يُميز حياتي هو ارتباط ما لا إحساس فيه بي , فأنا صديقة كُتبي وحبيبة عطوري ورفيقة دمى طفولتي وكأنني منذ الصغر رسمتُ خط سير حياتي ووضحتُ دون أن أدري صورتها لذاتي تلك التي ما رأيتها إلا الآن بعدما وجدت كل جماد رافقني استحال كائن حي تحترمه روحي ويتعلق به إحساسي , لست مجنونة يا نون أنا فقط مختلفة كتلك الأمور التي يصعُب فهمها ويستحيل فك رموزها , فأنا لا أُحب الأرض ولكنني أعشق الخطوات التي تبقى بعد رحيل أصحابها لأنها وشم حُفر على جبينها , ولا أُحب الضجيج ولكنني أُنصت بتركيز لصوت الضحكات وتتابعه لأنها تحكي قصة فرح احترمه , ولا أُحب الأماكن المزدحمة ولكنني أُمعن النظر بحثا عن أيدي تتشابك أناملها بلهفة وتتعانق بشوق ..
أجلس وحدي الآن يا نون عيناي معلقتان بسقف غرفتي بحثا عن منفذ صغير يخرجان من خلاله إلى السماء ويتسلقانه ليصلان إلى السحاب ويُمطران وجعا حيث أنت , أكره سقف المنزل والمظلة والأبواب لا أُحب كل ما يعزل الموجود عن الوجود , وكل ما يقف بين خطوة للأمام وأُخرى للخلف , أكره كل ما يقف بين نقيضين لأن الدنيا على اتساعها خلقها الله ذائبة وسط الكون وغارقة في مداره , وحتى الليل إن جاء لا ينقضُ على النهار دونما وسيط إحساس فهو يبدأ شفقا وينتهي سوادا , والنهار يُكافئه بالمثل فيتسلل بهدوء كل فجر ليُرسل فوق خطوط الظلام أشعة نور...
أجلس وحدي وسقف غرفتي الباهت كإحساسي يخنقني , وجدرانها الأربعة تكاد تكون ألفا أو يزيد فأنا لا أشعر بوجودي , ولا أجد حيز الفراغ الذي يحتويني , ولا ظل هناك يتكئ عليه جسدي , ولا صوتا يأتي ليذكرني بي , كل ما اعرفه الآن بأنني أكتب لك يا نون وبأن كل حرف أُعلق عليه إحساسي بك يمنحني حيزا يمتد فيه وجودي , وكل كلمة أُهبها أمانة مخاطبتك تُعطيني في المقابل ظلا جديدا يكبر ابتداء بالأنامل وانتهاء بالأقدام , ربما هو جنون جديد يا نون ولكنني أؤمن به وأُدرك جيدا بأنه بالرغم من خيباتي الكثيرة وانكساراتي العديدة لم يخذلني إحساسي ولم يُصادر الجنون طاقة مشاعري , فما زلت أؤمن بجنوني بك حاضرا كنت أو غائب ومازال قلبي يُعلن الوفاء لك ذاكرا له أم ناسي , ومازلتُ أنا أُعلق استمرارية وجودي بشعوري الدائم بك قريبا كنت أم بعيد ..
يا نون أُحبك لأنك تُلغي بوجودك في قلبي سقف غرفتي , وتُحطم جدران منزلي وتمنح روحي أجنحة إحساس تُحلق بها أبعد من أعلى سحابة , وتأخذني على متن حلم لا يُشبهني وتحط بي على ظهر غيمة فرح تُمطرني سعادة بك وحدك , أُحبك لأن حضورك البخيل في حياتي علمني كيف أُحبها من أجلك وأعيشها إلى الحد الذي يُرضيني عني , أُدرك جيدا يا نون بأنك تتساءل في كل مرة عن نهاية جنوني ألامعقول بك , وتنتظر متى تموت رغبة كلماتي في كتابتك , وربما أنا أنتظر مثلك نهاية لكل هذا الإحساس وتفسير لتعلقه بالأنفاس , أنتظر لحظة لقاء بك تقتل في قلبي تميزك وتجعل منك رجلا عادي جدا , أنتظر ما يُقنع قلبي بأنك كنت فيه مجرد زائر لأرضه لا مالكا لأصغر نبضاته , أنتظر لحظة حقيقة تُلغي وهم سنين عشته معك , أنتظر نهاية لحكاية بلا بداية , وقصة بلا أبطال , وحُب بلا مبرر وحضور بلا وجود ..
يانون أُحبك إلى الحد الذي لا أرغب فيه بنهاية تقتلك في قلبي , أو حقيقة قوية تقتل ضعف وهمي , فأنا بك أغفر للدنيا صفعاتها , وأُسامحها على خذلانها لي , فيكفيني منها أنها تركتك معي تتذكرني كلما عُدت بإحساسك للوراء , وتحنُ إلي كلما تذكرتَ المطر والغيم والسماء ,,
يانون سأعود الآن لفنجان قهوتي فأنا أشرب نصفه ساخن وأترك النص الآخر ليبرد وأعود إليه لأنني أؤمن بأسطورة تقول بأن القهوة الساخنة تُطهر الجراح والباردة تُداويها وأنا أحتاج الاثنين الآن وحتى آخر يوم في عمري , ليس لأن جراحي لا تُحصى ولكن لأنني تعودت على قهوة تُشبهك يا نون ساخنة كوقت حلولك البخيل في حياتي وباردة كغيابك الطويل عنها ..
.
يا سيد نون اشرب أنتَ فنجان قهوتِكَ دافئ حتى تحتار فيه وتتذكرني , ومابين الدفء والبرد تحبني:)
يا سيد نون مساؤك مطر لا يبتل به سوى قلبك , ولا يطرق إلا نافذة إحساسك , ولا يأتي كالسحر إلا من غيمة روحي المحلقة فوقك ..
أجلس الآن أنا وفنجان قهوتي أخبئ فيه إرهاق يوم كامل مضى نصفه , وأضع مع رواسب البن بعضا من همي واستجديه كافيين مركز لتخدير أطراف إحساسي بالدنيا ومن فيها , أجلس الآن أنا وفنجان قهوتي ذاك الذي صار يُشبهني حد التوحد معي فأنا أختار الأكواب لتبدو جزءا مني , أضع عليها صور للورد والمطر والريح أرسم على أطرافها نجوم وأُعلقها بشعاع شمس , أُحب أن أجعل من أِشيائي حلما لا يُشبه واقعي , وفرحا لا تأتي به أيامي , فنجان قهوتي يُشبهني مجنون مثلي يلتصق بي بالرغم من برودة أناملي , يتعلق بطاولتي بالرغم من إهمالي له , ينتظرني حتى أذوب فيه كقطعة سكر وهو الذي تعود مرارة إحساسي به , فنجان قهوتي يا نون ككل أشيائي وفي جدا حد البقاء حتى وان تحطمت إحدى أطرافه وماتت قدرته على احتواء مافيه , عارف يا نون أجمل ما يُميز حياتي هو ارتباط ما لا إحساس فيه بي , فأنا صديقة كُتبي وحبيبة عطوري ورفيقة دمى طفولتي وكأنني منذ الصغر رسمتُ خط سير حياتي ووضحتُ دون أن أدري صورتها لذاتي تلك التي ما رأيتها إلا الآن بعدما وجدت كل جماد رافقني استحال كائن حي تحترمه روحي ويتعلق به إحساسي , لست مجنونة يا نون أنا فقط مختلفة كتلك الأمور التي يصعُب فهمها ويستحيل فك رموزها , فأنا لا أُحب الأرض ولكنني أعشق الخطوات التي تبقى بعد رحيل أصحابها لأنها وشم حُفر على جبينها , ولا أُحب الضجيج ولكنني أُنصت بتركيز لصوت الضحكات وتتابعه لأنها تحكي قصة فرح احترمه , ولا أُحب الأماكن المزدحمة ولكنني أُمعن النظر بحثا عن أيدي تتشابك أناملها بلهفة وتتعانق بشوق ..
أجلس وحدي الآن يا نون عيناي معلقتان بسقف غرفتي بحثا عن منفذ صغير يخرجان من خلاله إلى السماء ويتسلقانه ليصلان إلى السحاب ويُمطران وجعا حيث أنت , أكره سقف المنزل والمظلة والأبواب لا أُحب كل ما يعزل الموجود عن الوجود , وكل ما يقف بين خطوة للأمام وأُخرى للخلف , أكره كل ما يقف بين نقيضين لأن الدنيا على اتساعها خلقها الله ذائبة وسط الكون وغارقة في مداره , وحتى الليل إن جاء لا ينقضُ على النهار دونما وسيط إحساس فهو يبدأ شفقا وينتهي سوادا , والنهار يُكافئه بالمثل فيتسلل بهدوء كل فجر ليُرسل فوق خطوط الظلام أشعة نور...
أجلس وحدي وسقف غرفتي الباهت كإحساسي يخنقني , وجدرانها الأربعة تكاد تكون ألفا أو يزيد فأنا لا أشعر بوجودي , ولا أجد حيز الفراغ الذي يحتويني , ولا ظل هناك يتكئ عليه جسدي , ولا صوتا يأتي ليذكرني بي , كل ما اعرفه الآن بأنني أكتب لك يا نون وبأن كل حرف أُعلق عليه إحساسي بك يمنحني حيزا يمتد فيه وجودي , وكل كلمة أُهبها أمانة مخاطبتك تُعطيني في المقابل ظلا جديدا يكبر ابتداء بالأنامل وانتهاء بالأقدام , ربما هو جنون جديد يا نون ولكنني أؤمن به وأُدرك جيدا بأنه بالرغم من خيباتي الكثيرة وانكساراتي العديدة لم يخذلني إحساسي ولم يُصادر الجنون طاقة مشاعري , فما زلت أؤمن بجنوني بك حاضرا كنت أو غائب ومازال قلبي يُعلن الوفاء لك ذاكرا له أم ناسي , ومازلتُ أنا أُعلق استمرارية وجودي بشعوري الدائم بك قريبا كنت أم بعيد ..
يا نون أُحبك لأنك تُلغي بوجودك في قلبي سقف غرفتي , وتُحطم جدران منزلي وتمنح روحي أجنحة إحساس تُحلق بها أبعد من أعلى سحابة , وتأخذني على متن حلم لا يُشبهني وتحط بي على ظهر غيمة فرح تُمطرني سعادة بك وحدك , أُحبك لأن حضورك البخيل في حياتي علمني كيف أُحبها من أجلك وأعيشها إلى الحد الذي يُرضيني عني , أُدرك جيدا يا نون بأنك تتساءل في كل مرة عن نهاية جنوني ألامعقول بك , وتنتظر متى تموت رغبة كلماتي في كتابتك , وربما أنا أنتظر مثلك نهاية لكل هذا الإحساس وتفسير لتعلقه بالأنفاس , أنتظر لحظة لقاء بك تقتل في قلبي تميزك وتجعل منك رجلا عادي جدا , أنتظر ما يُقنع قلبي بأنك كنت فيه مجرد زائر لأرضه لا مالكا لأصغر نبضاته , أنتظر لحظة حقيقة تُلغي وهم سنين عشته معك , أنتظر نهاية لحكاية بلا بداية , وقصة بلا أبطال , وحُب بلا مبرر وحضور بلا وجود ..
يانون أُحبك إلى الحد الذي لا أرغب فيه بنهاية تقتلك في قلبي , أو حقيقة قوية تقتل ضعف وهمي , فأنا بك أغفر للدنيا صفعاتها , وأُسامحها على خذلانها لي , فيكفيني منها أنها تركتك معي تتذكرني كلما عُدت بإحساسك للوراء , وتحنُ إلي كلما تذكرتَ المطر والغيم والسماء ,,
يانون سأعود الآن لفنجان قهوتي فأنا أشرب نصفه ساخن وأترك النص الآخر ليبرد وأعود إليه لأنني أؤمن بأسطورة تقول بأن القهوة الساخنة تُطهر الجراح والباردة تُداويها وأنا أحتاج الاثنين الآن وحتى آخر يوم في عمري , ليس لأن جراحي لا تُحصى ولكن لأنني تعودت على قهوة تُشبهك يا نون ساخنة كوقت حلولك البخيل في حياتي وباردة كغيابك الطويل عنها ..
.
يا سيد نون اشرب أنتَ فنجان قهوتِكَ دافئ حتى تحتار فيه وتتذكرني , ومابين الدفء والبرد تحبني:)