السبت، 19 يوليو 2008

ما اعرفه عن حياتي




...كل ما أعرفه عن حياتي الآن أنني بدأتُ أفقدها وبدأ تعلقي بها يتلاشى وإحساسي بوجودي بين حدودها يذبل
كل ما أعرفه الآن أنني غريبة عني خائفة لأنني أشعر بوجودي بدوني ومجنونة لأنني أؤمن بكل كلمة كتبتها
وبكل إحساس بعثرته وبأي فكرة اقترفتها بسذاجة .
ليس الجنون فقدان العقل ابدا وانما هو فقدان إيماننا بوجوده
ورغبتنا في تعليق كل ما نفعله ومانشعر به على شماعة الجهل والغفلة والفوضى .
وليس الوهم الاعتقاد بوجود مالاوجود له وانما هو التعلق بالاوجود هذا وتجسيده كوجود لا يهزه شك ابدا .
وليس الموت انقطاع النفس وانعدام النبض وانما انقطاع احساسنا بأهميتهما وضرورة وجودها لتستمر الحياة .
كثيرة هي الحقائق التي نحتاج لنضوج أحاسيسنا حتى نُدرك زيفها
عندها فقط سنضحك من جهلنا ونبكي على فهمنا ونتمنى عمرا طويلا للوراء حتى نعود للزيف من جديد وللحقائق التي لا تُشبه الحقائق
وللجهل الأجمل وللسذاجة التي لن نندم عليها أبدا .
أشرقت الشمس منذ قليل وها أنا أشهد صباحا ولد من رحم المساء وما أطبقتُ جفناي بعد
انتظر شيئا ما لا أعرفه وربما أعرفه وأُحاول جاهدة أن أنكر معرفتي به
هكذا أنا أخبئ عن نفسي أسراري وأبخل على ذاتي بكل ما استجد من أحباري
مجنونة بمنطق معقول وعاقلة بجنون مقبول .
لأنني بدأت حديثي عن الحقائق التي لا تُشبه الحقائق لابد أن أذكر وجودك يا سيدي
وأعود لأُكرر حكاية مهما رُويت لا تبلى
ومهما تناقلتها السطور لا تموت الإثارة فيها
هكذا هو وجودك متكرر بتجديد
متشابه باختلاف وأحبه أنا كما جاء وكيفما جاء .
ليس الحب عناق وقبلة والتقاء جسدين
وليس رواية حب مثيرة تجعلنا نتعلق بها ونقيس الأحاسيس على حدتها
وليس رجفة يد إن لامست يد رجل
ولا حتى دمعة عين انسابت حزنا على فراق رجلا ما .
الحب ليس قصيدة شعر ولا حتى أغنية غرام
وماكان يوما رجل وامرأة تحت سقف منزل واحد يتبادلان الحياة والكلام .
الحب أن أشعر بحضنه يحتويني دون أراه
وأن استشعر بشفاهه ودفئها دون أن أقبلها
هو أن أكتبه رواية حب لا شيء فيها سوى "أُحبك " بإحساس "وأشتاق إليك" بعدد تسارع الأنفاس.
الحب أن أضع حياتي بين يديه خالصة من كل رغبة لي فيها بدونه
أن أؤمن بوجودي في قلبه مهما طال البعد وقتلت المسافات كل محاولة للقرب .
هو أن أكون له مهما كنتُ لسواه
أن أترك مشاعري عذراء لا يمسسها إحساس بغيره
طاهرة لا يُدنسها حبا غريب منزهة عن كل انجذاب طائش لا يكون له .
الحب هو أن أعود طفلة أكبر يوما بعد اليوم حبا فيه
فلا ذكريات لدي إلا معه ولا لحظة في حياتي مرت دون وجوده
فأُصبح مع مرور الأيام أُنثى مكتملة ناضجة الإحساس قوية المشاعر معلقة بمن منحها سحرها
وراقب بعناية أول خطوة لها على سطح الحب ..
أشرقت الشمس ياسيدي وأنا مازلت هنا أكتب عنك
وربما لك
وربما بك
لا فرق ففي كل الأحوال "أنت" دائما موجود
لأنك "أنت "ا
لأول في قائمة الحاضرين في سجلي الصباحي
والأخير في قائمة الراحلين عن سجلي المسائي
"أنت" الباقي حتى وان رحلوا الحاضر حتى وان غابوا .
اشتاق إليك لا أحد يفهم الأنثى التي كبرت بين يديك سواك
كلهم خذلوني تركوني استجدي إحساسا ورحلوا
وكأي مشردة ياسيدي ماكنت أقبل عطاياهم كانت يد إحساسي الممتدة لا تنتظر سواك
ولا تطمع في انحناءة عطف من غيرك .
سأجمع ماتبعثر مني وأضم أطرافي الباردة وأحتويك طيفا وأغفو