السبت، 19 يوليو 2008

وصية


.......




أذكر اسمك كثيرا هذه الأيام أتعثر به كلما امتلأت إحساسا بأي شيء
وكلما حاولت الاتصال بأي أحد وكأنه صار تعويذة أُرددها لأشعر بالرضا عن نفسي
وبالقناعة بدنيا ما أنصفتني ..
أذكر اسمك كثيرا وأُدرك في قرارة نفسي بأنك كما كنت البداية لعمري الأجمل ستكون النهاية
وبأن اسمك يمنحني الدفء في شتاء عمر يمضي الآن بدونك
وبأن حُبك الساكن حنايا قلبي سيربت بهدوء على المتعب من جراحي لترحل معه بهدوء كما جاءت
أذكر اسمك كثيرا يا سيدي الى الحد الذي صرت أخشى فيه أن أُردده ذات إغفاءة فيفضحني
ويكشف سر قلبي فلا أجد بُدا من بعثرة حُبي لك بجنون طفلة ملت من نكدس ألعابها فراحت تبصقها في كل اتجاه
صعب جدا أن نصل بالحب إلى نقطة اللارجوع تلك التي تموت عندها كل محاولات النسيان
وتفشل بوجودها كل تجربة جديدة ولا يُصبح لنبضة القلب الجديدة وزنا عندها ولا للإحساس بحياة مختلفة قيمة
تُذكر معها ..مؤلم جدا أن تُحاول الركض بسرعة لتجد نفسك ثابت حيث أنت متعب من ركض ما حدث أبدا
ومُجهد من قطع مسافات ما وصلها ظلك مطلقا ..
أُردد اسمك كثيرا أنسج منه معطف إحساس يقيني برد من حولي , أصل به إليك أُحاول أن أجعل منه غيمة
استظل بها كلما احترقت شوقا إلى وجودك , أُردد اسمك كطفلة ما تعلمت من الكلمات سواه وما عرفت
كيف تتسلق الحرف الا معه فتتباهى به أمام الدنيا بأسرها ...
يا سيدي الأجمل الأنقى , مللت من حروفي وهي ملتني , مللت من تكرار ضعفي أمامها ومن انهيار صبري
بين يديها وبالرغم من ذلك أعود اليها لأكتبك , لا أكترث كثيرا لسخريتها من جراحي ولا ألتفت للنقاط الكثيرة
التي تأتي معها لتمزق إحساسي , لا يهمني سواك فأنا أُدرك بأن الحرف هو الباقي لي منك ولك , هو ما يربطني
بك فكلما قرأته أشعر بك وأكاد أسمع صوت أنفاسك وألمح بريق عيناك اعتزازا بها ...
الكلمة يا سيدي بعضا مني اتركه بين يديك , دموع وجعي أُصورها حرفا أمام عينيك , هي ما سأتركه لك من بعدي أمانة في عنق إحساسك بي , هي كنز ستكتشف مع الوقت بأنه الأغلى لأنه قطعة من قلبي , هي حياة
ستُدرك بعد زمن بأنها خالدة لأنها بقيت ورحلت أنا ...
لن أذكر اسمك في وصيتي بعد موتي ولن أترك لك من بعدي أثمن كتبي أو أغلى جواهري
لا أستطيع أن اكتب سطرا قصيرا جدا أُهديه لك تقرأه لتذكرني بعد غيابي
سأرحل هكذا دون أن يُدرك أحد من تكون في حياتي
ومن أنت يا صاحب أجمل مافي سجل ذكرياتي
مؤلم جدا أن يمتد القيد إلى ما بعد الحياة
ويبقى من بعدنا ما نخشاه
لن أذكر اسمك في وصيتي فأنت سري الذي لا يعلمه الا الله
ولم يُدرك أحدا سواه مداه
أحكيك لنفسي إن ضاقت بي من بعدك
أثرثر بك لليلي الكئيب بدونك
أهمسك لنهاري العادي جدا بلا صوتك
أنت الرجل الوحيد الذي أخاف عليه ولا أخاف معه
.لن أذكر اسمك في وصيتي فمكتوب علي أن أخبئ لحظات الفرح بعيدا وأن لا أُدون أمامهم الا أحداث
حياة عادية بطلتها امرأة فشلت في حب نفسها فصار صعبا عليها أن تحتفظ بمن تُحب ..
.
وصيتي لك حبا ما منحته لسواك
وهياما بك ما كان لأحد غيرك
وصيتي لك حرفا كحمام أبيض يحط عند قلبك
يقتات على فتات وجودي عندك
وصيتي لك أنت
احفظ نفسك لك
ابتسم فرحا بدنيا منحتك حب امرأة مختلفة بك
واذكرني كلما لمحت طيرا ترك السماء وركن إلى الأرض
رحل عن الظل وابتل تحت المطر حتى تكسرت أجنحته
اذكرني كلما غطاك ظلام الليل فأنا تحت معطفه أدعو لك


أحبك