
...استيقظتُ هذا الصباح وأنا أحملك معي .. أتتخيل يا سيدي ما معنى أن تحمل أُنثى مثلي رجلا مثلك ؟؟ وجدتُ نفسي مُثقلة بك أتعثر شوقا إليك , أتتخيل يا سيدي ما معنى أن تشعر بأنك لا موجود وكأن سواك احتل مكانك , وأنت تُراقب تطورات إلغائك من بعيد ؟ هذا الصباح كنت أنا كل هذا وأكثر , لا أشعر بسواك , وكأن الدنيا تقلصت الى الحد الذي صرتُ فيه أُبصرك كما أُبصر ملامحي في المرآة لا شيء يفصلني عنك سوى بضع أنفاس ولا أحد يقف بيني وبينك سوى ظلين اتحداليكون امتداد ظل ذوباني فيك وحدك ..أتتخيل يا سيدي أن تحتل حيزا من الفراغ وفجأة تجد نفسك الفراغ بحد ذاته فمالك تركك وصار لغيرك ؟؟هذا الصباح قبلتُ الهواء ألف ألف قبلة صدقني جاءني محملا بأنفاسك , ممزوجا بعطرك , فمنحته ما تبقى من منطق عندي وأطلقتُ يدي أجمعه وأُقبله وأعود لأُطلقه من جديد , تخيل يا سيدي أن تُصاب بهذا القدر من الجنون ؟؟أن لا يعني لك العقل شيئا وتتعلق بملء إرادتك بكل مالا يُفهم ولا ينجح أحدا مهما حاول في تفسيره ..هذا الصباح كُنت أبحث عن مبرر يدفعني الى الاتصال بك وما وجدتُ سوى حُبي لك ذاك الذي وعدت نفسي أن أُخفيه عنك حتى لا تتعثر به كلما تقدمت خطوة إلى الأمام , قررتُ بيني وبين نفسي أن استعين بصوتك الباقي معي وصُرت أستعيد كل كلمة جاءتني منك وأضحك وأبكي , فصوتك يمنحني الداء والدواء , الرضا والسخط , الموت والحياة ..هذا الصباح كنت أُعانق "الجوال" بيأس الجندي المهزوم في معركة كان يُدرك بأنه الخاسر فيها منذ البداية كنت أنظر إليه وكأنه غصن شجرة يابس لا روح فيه ينتظر ريح الغياب ليسقط ويتهشم كآخر ورقة حياة كانت رابحة ..اتصلت أنت وكأنك أدركتَ بأن روحا في مكان ما على وجه الأرض تموت شوقا إليك , شعرتُ وقتها بأن المسافة بيني وبين "جوالي" ألف ألف خطوة , وبأن أناملي التي عودتها أن تتسابق لتكتبك تجمدت وصارت عاجزة عن حمل أي شيء , وقفت أنتظر وكأن شهابا عبر سمائي فجأة ولم أُمنح وقتا لسرد أعز أُمنياتي ..أُحبك وأُحبك وأُحبك حتى وان كان اتصالك خطأ ندمت عليه بعد حين لا يُهمني أبدا, حتى وان كنت ترغب في سرد حكاية سعيدة مع غيري لا يُهمني , حتى وان كنت تنوي توبيخي وسرد سجل جراحي معك وجراحك معي لا يهمني , يكفيني أن تكون أنت لأغفر للدنيا ظلمها , واكتفي منها بلحظة تُهديها لي بحضورك ..أُحبك ..اشتقت لترديدها معك , لنسج حروفها معطف إحساس يتلبسك, فلا شيء يقوله غيري يُشبه ما أمنحك , ولا كلمة مهما بلغت من جمال تُشبه صدق كلماتي لك , اشتقت لنُطقها باستحياء حرفا تلو الآخر افتقدُ تعثري اللذيذ كلما تصورتك أمامي تبرق عيناك فرحا بها , اشتقت لشكل الأرض عند أقدامي عندما أحني رأسي خجلا من رجفة شفاهي أمامك , اشتقت للأُنثى "أنا" تلك التي ما عرفت من تكون إلا معك , وما نجحسواك في تلقينها حقوقها وواجبات الدنيا عليها .......يارب يا كريما بعطاياك ويارحيما بقلوب عبادك يامصرف الأمور وعالم مافي الصدور امنحه سعادة لا تليق إلا به ارضي قلبي بكل جميل عنه لا تتركه بدون عونك ولا تتخلى عنه مهما ابتعد عنك ذكره بي ياالله إن نسيني اتركني في قلبه واتركه في قلبي فلا دفء لي إلا بذكراه ولا حلم لي إلا رؤيته فلا تتخلى عنه وعنيواجبر كسر إحساسي بدونه وهون علي ما تبقى من أيام عمري بلا وجوده ..يارب الحب وغافر الذنب ومداوي جراح القلب أُحبك ياالله فأحبه وأحبني