السبت، 19 يوليو 2008

أكتبك



لأني لا أُجيد الهرب وأخاف كثيرا من الركض بسرعة باتجاه أي طريق ممتلئ حد التخمة بظلال أشياءتمنحني الغربة أكثر وتصنع من فرحي وجعا مختلفا يهزمني أكثر وأكثر , لأنني لا أعرف الندم على خطوة رحلت عنها منذ اقترفتها ولم أتعلم بعد كيف أُمزق صفحة لا أُحبها وأبدأ من جديد بعدها , لأنني تربيت على أن أكون مثالية بإحساسي وراقية جدا في تعاملي لأنني كل ما سبق وأكثر فشلت في عقد هدنة مع نفسي ولم أنجح في ممارسة المثالية مع ذاتي منحت الدنيا أجمل ما عندي وها أنا الآن مجردة حتى من أسوأ مشاعري ومن فرحيبوجود من حولي , الآن فقط أدركتُ بأن الخسارة كبيرة جدا لأن المراهنة كانت على الإحساس وما نفقده شيئافشيئا هو أصدق الأنفاس



.
..ماالذي أحكيه لك وغيابك يرفع رصيد الحكايات في حياتي الضعف وأكثر فكل يوم بدونك قصة جديدة تكتبها الساعات وتحكيها الدقائق وتُشكلها بفتحة وسكون الثواني .. لا أجد ما أحكيه لك لأن ما أملكه هو باختصار عنك حتى تلك القصص التي أرويها لأمي عن برد الصباح ورتابة ساعاته لأنني في قرارة نفسي أُدرك تماما بأن وجودك قد يصنع اختلاف أحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى , وأبحث عنه أكثر مما كنت قبل سنوات ربما لأنني كبرت الآن أكثر وهرم إحساسي وتكالبت علي الهموم حتى ضقت بها وضاقت بي وربما لأن حُبك في قلبي صار أكبر حتى فقدت بوجوده معي إحساسيبوجودي وصرت لا أرضى بيوم يمر دونك ولا تُعجبني كثيرا ساعات تمضي بلا ذكراك , وربما لأنني يائسةالآن أكثر من ذي قبل ولا أُفكر أبدا بأمل جديد أتعلق به حتى وان وُجد فما عادت تلك الأنامل التي تذكرقادرة على التشبث بأي شيء أو التعلق بأي أحد فما بالك بأمل قد يلفظها عند مرور أول موجة يأس عاصفة ... "غبتِ كثيرا" هكذا أنا في عيون من حولي غائبة عنهم وأنامعهم , ماالحل ان وصلنا الى نقطة نشعر عندها بأننا ننفصل عنا دون أن نُدرك ذلك الا متأخرا ؟؟ ماالحل ان فقدنا القدرة على وصل ما انقطع بيننا وبين احساسنا ؟؟؟كيف نُعيد ما سُلب منا وكيف نقففي وجه يأسنا ؟؟ لا أتساءل بحثا عن اجابة لأنني أُدرك تماما بأن الحلول تموت عند اعتاب المشكلةوتتلاشى كلما ارتفع رصيد الأسئلة أنا فقط أُبحث عن مبررات أتعلق بها كلما واجهتني إحداهن بــ "غبتِ كثيرا" , أبحث عن أقنعة جديدة كلما بليت القديمة وكشفت عورة ملامحي الذابلة بدونك , أحاول أن أصنع من الاشيء حولي شيئا يسندني ماتبقى من أيام عمري , أحاول أن أكون حتى لا يلتهمني العدم فلا يذكرني أحدا سوى مواضع ظلي وحيز الفراغ الذي شغلته , صدقني لا أبحث الآنعن اجابات فعندما ينضج احساسنا نُصبح قادرين وقتها على ادراك الحقائق وفهمها دون أن نقع في فخ زيفها , نُصبح أكثر وعيا وتظهر أمامنا كل تلك النقاط المبهمة التي كنا نتجاهلها كلما عجزنا عن تفسيرها , الحلول يا صديقي كانت احدى الحقائق التي كنت حتى وقت قريب أتعلق بها وأُردد بيني وبين نفسي " لامشكلة بدون حل أبدا " ها أنا أتخلى عن ايمان كبر في قلبي وأُسلمه لليأس مثله مثل غيره , لا إجابات لأسئلة تحتاج هي نفسها لأسئلة أُخرى تتعلق بها , ولا توجد حلول لمشاكل لا تعرف كيف بدأت , الحياة ليست صعبة كما كنت أتصورها بل على العكس تماما فهاهي تكشف لي شيئا فشيئا عن وجهها الساذج وملامحها الصماء وكلما عرفتها أكثر صارت السماء أقرب .....ماالذي أحكيه لك ؟؟؟ أنا الآن لا أملك سوى حكايات أرويها عنك لك , فما الفائدة من قراءة نصوص مكررة تمنحك دائما دور البطولة , فيتسلل إليك عبر سطورها غرورا جميلا صنعته لك ...الكلمة يا حبيبي تُخلد أصحابها , تجعلهم أحياء كلما قُرأت بعين راشد أو حتى طفل صغير فكلاهمايُدركان أن الحرف الذي يتعلق بالسطر مهما غاب صاحبه جدير بالانحناء دمعا عند قراءته , ويعرفان جيدا أن الوجع الذي اتخذ من الكلمات معطف يستحق التصفيق إرخاء جفن عند العبور من عنده...أكتبُك "أنا" حتى تعيش بي وتكبر بحرفي , أكتُبك حتى يُحبك العالم بإحساسي , أكتُبك "أنا" حتى أعود الى حيث وجعي بك ومعك ولك فأجدُك ماثلا أمام قلبي جميلا كما رسمتك كلماتي ورائعا كما كنت ومازلت في حياتي ,أكتُبك حتى لا يموت إيماني بأجمل وأصدق الحقائق في عمري فلا أجد نفسي أُرسلُك للريح وأبيع قصتي معك كأوراق الخريف , أكتُبك لأنني لا أعرف كيف أصرخ احتفالا بحبك ولم أجد في مساحات العالم الفارغة من حولي حيزا واحد يليق بلحظة حب أعيشها معك ولك لأن لا حيز قريبا مني تشغله أنت ,أكتُبك لأنني أُغالط نفسي وأهرب منك وأعود إليك في كل مرة أُردد بيني وبين نفسي أن حُبي لك غباء ووهم كبر لأنني أردتُ له ذلك وعاش لأنني اُسقيه إحساسا وكلمات... أكتُبك "أنا" لأوهب لك الحياة وأنا الغارقة في الموت حد الثمالة وأكثر .أُحبك كما يليق بأُنثى مثلي وأكثر