السبت، 19 يوليو 2008

حبي الأول انت


........
يمنحنا الحب الجرأة فلأول مرة أجد نفسي أندفع كموج البحر باتجاهك , أحاول جاهدة أن أُلامس أطراف احساسكوأعود خجلة من نفسي مكسورة على أحجار شاطيء عمري ...صرت أكرهني أكثر الآن , معك حق أنا ضعيفة وكل قرار اتخذه لابد أن يتنازعه التردد حتى يستقر على "نعم" أو "لا" وغالبا أبحث عن حل وسط , وعن لون رمادي , وعن فصل جديد لا يعرفه أحد ..أخبرتك من قبل أعرف بأنني سيئة تماما كعاصفة على حديقة خضراء وكفصل شتاء يلتهم الأخضر من الأشجار أعرف يا سيدي بأنني أمنح كل من يتعلق بي بعضا من بؤسي ويُصبح رغما عنه شقيا مثلي , ربما هي لعنة ولدت بها وولدت معي .. يمنحنا الحب الرضا فدائما أتسائل بيني وبين نفسي كيف استطعت بالرغم من بعدك عني ان تكفيني و أن تمنحني حضورا يملأ كل فراغ في حياتي , فلا أبحث عن سواك ولا يطمع قلبي في غيرك .. صرت أعرفني أكثر الآن , فبعد غيابك عني أصبحت مني أقرب , أُحاول دائما أن أبني علاقة وثيقة مع نفسي حتى لا أخسر آخر مابقي لي فأجدني مفلسة من كل شيء ووحيدة بلا أحد ...اكتشفت الآن بأن الحب يهرم أيضا ولكنه لا يموت , قد يأخذ شكلا آخر ولكنه يظل حُبا , وأنا بعد مشوار هواك الطويل أصبحتُ أُحبك بعقلانية أكثر , فماعُدت أسعى للقاء يجمعني بك وما عاد حنيني لصوتك يقتلني كما كان دائما , ونقص عدد ليالي البكاء الطويلة شوقا اليك , أصبحتُ الآن أُنثى هادئة جدا أقصد مستسلمة جدا جدا لا رغبة لي في مواصلة الحرب التي أخوضها دائما مع شبح نسيانك , ولن أعود لطرق باب قلبك كلما تعبت من الوحدة بدونك , ها أنا الآن أتخلى عن كل أسلحتي وأتوقف عن الركض بملأ ارداتي , سأُصبح مثلك الآن غيمة مثقلة بمطر لا ينهمر أبدا , وهواء لا ينجح في السفر ريحا , وأوراق شجر لا تهوي لترتاح ولا تثبت على الأغصان خضراء لترتوي ...لا تعطينا الحياة بمقدار ما تأخذ منا فبعد كل مشوار تعب طويل نجد أنفسنا في آخر الطريق لا نملك شيئا سوى رصيد ذكريات مرهق , وذاكرة مثقوبة تسربت منها أحلامنا التي كبرنا معها ولها ..تركلنا الدنيا كما تفعل بالأيام تماما الفرق الوحيد أن الأيام ترحل بلا عودة أما نحن فنظل نحمل عبء أيام غابت بدوننا وذكريات تُلقمنا الوجع كلما قلبنا صفحاتها ..حبي الأول أنت أوربما كنت الأخير أو ربما ماكنت الأول ولا الأخير فلا وجود للحب الأول ولامعنى لكل تلك الأعذار التي نعلقها على شماعته كلما هزنا الحنين للماضي , فالحب لا يخضع لنظام الأرقام ولا يقبل التصنيف , الحب يأتينا مرة في العمر وقد لا يأتي وكل ما يسبُقه مجرد انذارات حب كاذبة لا نكتشف زيفها حتى نصتدم بحقيقة تغلبها وتهزم كل احساس جاء معها , قد نعتقد بأننا عشنا الحب أكثر من مرة ونتذكر كل تجاربنا معه بحسرة ونأسف على حب قديم ونجهل بأن الحب الأول والأخير هو الصادق فقط , ذاك الذي لا يناله الا قلة من البشر ولا يشعر بصدقه الا ماندر من القلوب.....أنت حبي الأصدق , ذاك الذي حلمت به منذ عرفت مامعنى أن تتسارع النبضات في حضرة أحد , ولماذاتتسابق الدموع كلما عبر طيفه ذات ذكرى , عرفتك منذ زمن, عشت معك منذ بدأت أعيش معي كبرت أنت في أحلامي وكبر احساسي بك وايماني بوجودك , كتبت عنك كثيرا كنت أحكي لللأوراق أبُثها حنيني لوجودك آمنت وقتها بأن وجودك حلم فجعلتُك سرا من أسراري وخبأتك كما يُخبيء الطفل ألعابه وكما تدفن المراهقة أول وردة بين أحضان كتابها ..كُنت أدعوا الله كثيرا تعلمت كيف ابتهل اليه وأتعلق بأستار الليل وأبكي غربة لا أفهم سببها ولا أعرف نهاية لها , تعلمت كيف أشكوه ضعف قلبي وركاكة احساسي كلما انهرت باكية على ثوب تمزق بالرغم من اعتنائي به أو لعبة ضاعت بالرغم من حرصي عليها....كلما شعرت بأنك ضعيف كورقة الخريف تتقاذفك الريح فتصطدم بأقدام العابرين وتترنح على الأرصفة مع المشردين تذكر بأنك ابن غصن ما وبأن عروقك الصغيرة جاءت من عروق كبيرة جدا جذورها في الأرض ورأسها الى السماء لا تيأس وتشبث بأطراف الريح لتحملك معها بعيدا على صدر جبل أو في حضن وادي المهم أن لا تموت تحت حذاء بالي وتتبعثر أشلاؤك كما الورقة الصفراء لا يبقى منها سوى موسيقى حزينة لصوت تهشم أجزاءها وعبث الريح بها ..أشعر بأنني ورقة خريف الآن تعبتُ من التشبث بأطراف الريح وها أنا أترنح على الأرصفة الباردة مع المشردين ولا أذكر ابنة أي غصن أنا ولا أرى أثرا لعروق تسري فيها الحياة مؤلم جدا أن أصل الى نقطة لا أرغب في تجاوزها أبدا كل شيء معي صار مثلي لا يرغب في التقدم الى الأمام وكأني أضع بنفسي نهاية أبتر بها كل حكاية تعبت من تتبع أحداثها وكل ضحكة اختنقت بزيفها وكل دمعة احترقت وجنتاي بانسيابها لأول مرة في حياتي أقف بلا رغبة في الحياة وبقناعة قوية أن ما تبقى لن يكون أجمل ولن يكون بالتأكيد أكثر وجعا مما أنا فيه الآن .. مؤلم جدا أن أصطدم بجدار أثناء ركضي المستميت نحو الأمل والمؤلم أكثر من كل شيء أن يكون الجدار من صنعي وكل طوبة فيه من نسج حياتي ..