السبت، 19 يوليو 2008

روما





روما (19\7\2007)....

روما المدينة التي لا تنام تماما مثل مدينتي ..ممتلئة حد الثمالة بكل شيء ومتعبة حد التقيؤ دخانا وألسنة لهب كلما أشرقت شمس صباح جديد ..طُرقاتها تحتضن هموم العابرين وتُنصت لأنات المشردين وكلما ارتفع رصيد همومها ازدادت الشوارع تصدعا وصار المشي فوقها أشبه بتسلق تلال صغيرة ..تتعثر فيها الأحلام كثيرا وتتعثر معها الكلمات فلا تكاد تسمع عبارات صحيحة ولا حتى ضحكات كاملة روما المدينة التي لا تنام صاخبة كامرأة لا تمل الرقص ولا تتعب من تكرار نفس الأغنية بذات اللحنالمزعجمُتعبة ومُتعِبة لامرأة مثلي تبحث عن ظل تُخبيء تحته انكسارها وروما فاضحة تكشف كل زوايا الروح تعبث بالسكان من الجراح وتجلب باحتراف كل ذكرى صاخبة وكل حكاية مجنونة وأي هزيمة كسرت ظهر حلم مات قبل أن يرى النور ..مُتعبة روما لامرأة مثلي لا تنام أيضا وباحثة في ليل المدن عن هدوء لا يوقظ مانام من جراح ويحييفي القلب ما ظنته ذات حلم انه مات ..متعبة روما لامرأة مثلي تتعثر حتى في الطرقات المسطحة بعناية تتمايل كورق الشجر حتى وان غادرت الريح المدينة وتتكيء على أي جدار حتى وان اتسخت يداها ..مُتعبة لامرأة مثلي تتعثر بلا حصى وتتمايل بلا ريح ..روما متعبة لامرأة مثلي لا تعرف كيف تكبح جماح احساسها بكل شيء ولا تُجيد تقنين مشاعرها علىالوجه الذي يليق بمن حولها ..روما متعبة لامراة مثلي تسافر لتحرر من قيود اثقلت روحها ولتبحث عن فضاء جديد غير ذاك الذي ازدحم فوق وطنها , تسافر لتكون لفترة قصيرة مختلفة عنها وبعيدة عن كل ما يُذكرها بها ..روما متعبة لامراة مثلي مثقلة القلب بحبك وغارقة حد الثمالة بالشوق اليك ويسكرها الحنين الى صوتك وتزعجها كل خطوة لاتأتي بك ...