السبت، 19 يوليو 2008

المرض

المريض يهذي بما لا يفهمه فلا يُؤاخذه أحد على سوء منطقه وغالبا ما ندعه يُثرثر إلى أن يسقط آخر حروفه تعبا
وأنا مريضة الآن أكثر مما تتخيل ,
فجأة وبدون سابق إنذار تسللت الحمى وتنازعت حرارتها مع حرارة الشوق إليك
وها أنا احتمل نارا مُضاعفة وألم لا أكاد أُطيقه ولولا ثقتي بالله لصرختُ سخطا على الدنيا وأهلها ...
كنت سعيدة بالأربعاء أحلم بفنجان قهوة والكثير من ذكرياتك وهدوء يُعوضني أٍسبوع حافل بكل شيء الا الفرح
ومتخما بكل المشاعر الا تلك التي تروي القلب وتُغرقه رضا واطمئنان ..
أكره المرض ليس لأنه يسلبني صحتي ويُفقدني السيطرة على يومي بل لأنه يجعلني أفتقدك أكثر
وأشعر بالموت بدونك أكثر وأخاف بعيدا عن حُضنك أكثروأكثر ..
لا أخشى المرض وانما أخشى حاجة جسدي لدفئك وافتقاره للحياة بدونك ,
لا أدري لماذا أنا هنا وماالذي يبحث عنه قلبي في بضعة كلمات يكتبها لك
ولا أعرف الى أين سينتهي بي العمر وأنا أمارس الشوق اليك كلمات
وأُترجم الحنين حروف
و أتعاطى حُبك كسم قاتل يمتص الحياة
يمنحني موتا بطيئا جدا لا يتفق أبدا مع سرعة انتشار الشوق اليك في قلبي ..
بارد كل مكان لا أجدك فيه ومتعبه كل تلك الأيادي التى لا تُشبه يداك
ويخنقني كل حُضن لا يحتويه عطرك
ومملة كل تلك اللحظات الخالية من صخب حلولك
وكل الأمسيات التي لا يزورها صوتك...
يااااااااااااااه كم أحتاج صوتك الآن كان دوائي إن أنهكني المرض
يأخذني حيث أُرمم ما تداعى من أركان روحي وأجمع ما تبعثر من أنفاسي وأعود من جديد
كبرعم صغير يشق طريقه للنور وكأنه عاد للحياة بعد موت طويل
ليتك هنا والله تعبت من الغربة تخيل أن تظل طوال عمرك مسافر
لا تجد مكانا تضع فيه أمتعتك ولا كتفا تستند عليه كلما تعثرت بخيباتك ,
تخيل أن تكون بلا وطن ولا تعرف أي أرض تمر فوقها فكلها متشابهة بلا حياة فلا شيء فيها لك ,
تخيل أن تختنق بالهواء ويعيش به كل من معك أن لا ترويك ماء ولا عطشى حولك ,
تخيل يا سيدي أن تكون مختلف ,
فقط مختلف ,
في كل شيء حتى في وجعك ..
.ميس 10\5\2007