.أنتظرك كطفلة بائسة متعبة من الركض خلف ظل الأشياء
تبحث عن ظل يحتويها
عن امتداد يضُمها تحت جناحه تماما كما كانت تفعل أُمها
وكما كان يحميها أبيها
أنتظرككطفلة بريئة حد السذاجة وأكثر لا ترى في السماء الا المطر
وتتجاهل العواصف والبرد
لا تُبصر في الورد الا العبق وتتجاهل الشوك واليابس من الأغصان
أنتظرك كطفلة غبية جدا لا تعرف من الطرق الى تلك التي تأخذها الى منزلها
ولا تذكر مكان آخر الا مدرستها
ومهما أبتعدت تعود من جديد الى حيث منزلها لا تُجيد الهرب خارج الحدود
تعرف جيدا بأن وطنها محدود
ومهما ابتعدت خطواتها لابد من اتجاه واحد يضمها
أنتظرك كطفلة مجنونة تلبس ثوب العيد كلما استيقظت من نومها
تدور به كفراشة ممزقة الأجنحة
وتغني لحنا حزينا يُشبه أنين الريح وبكاء المطر
تسقط كثيرا تتعثر بذيل ثوبها تُلطخ وجهها بالوحل وتضحك بهستيريا وتعود لتدور من جديد حول نفسها
ويدور العالم معها
أنتظرك وكل دقيقة انتظار تقتل في قلبي نبضة حياة جديدة
وتأخذ من روحي بصيص أمل باهت
أنتظرك وكم أخشى على تلك الطفلة التي تسكنني أن تموت رغبتها في الحياة
وتفقد احساسها بذاتها
وتتعلق بالموت كما تتعلق الألوان بالصور
والسحب بالسماء
أنتظرك وما أغباني
لن تأتي بك الريح ولن تحملك قطرات المطر
ستظل بعيدا وسأظل أنا طفلة مجنونة
تستند على جذع شجرة حتى لا تسقط وتموت رغبتها في الوقوف بثبات من جديد