السبت، 19 يوليو 2008

نون5


.
.
صباحك ومساؤك أنا, بسذاجة إحساسي , بعفوية حرفي , بوجعي من الدنيا ووجع الدنيا مني ...
سيد نون لأن كل رسالة أكتبها لك جزءا من سابقتها (لا مقدمة عندي) , ولأن كل حرف أستجديه ليكون كلمة هو في الأصل امتدادا لحروف خلت عنك( لا حرف جديد لدي) , ولأن كل سطر هو امتداد لألف سطر تعلقت به الجمل السابقة عنك (لا سطور جديدة تكتبني) , أنا يا سيد نون أُعيد نفسي مثل اسطوانة مشروخة يضعها الأصم ويهيم بألحانها وهي في الأصل تعيد نفسها وهو يعيد جهله بالصوت معها , لا جديد عندي ولا حكاية تسمو ليكون لها فخر إغراءك وإثارة اهتمامك , فكل حكاياتي تعب قديم صرت تعرفه , وسخط على الدنيا أعرف بأنك مللت منه , لا أحمل لك مني وعني سوى بقايا وجود لأُنثى , وبعض ملامح دنيا ...
.
للحب رائحة يا نون تُشبه كثيرا رائحة الأرض بعد المطر اشعر بها كلما بكيت حنينا إليك, وتغمرني كلما همست باسمك ليهدأ قلبي , للحب رائحة تُميزه عن الدنيا بأسرها لا يعرفها سوى من وهبه الله حبا يُعلقه ما بين السماء والأرض ,ويأخذه من طريق الناس إلى حيث تخطو الغيوم وتتبادل النجوم التحايا ...
(الله في السماء ) قرأتها اليوم وكأنني أقرؤها لأول مرة , ربما لأنها كُتبت بأنامل طفلة وسط غيمة , وربما لأنني احتجتها أمامي حتى تستيقظ في قلبي ,الله قريب جدا يانون سألته بالأمس صوتك حلما فجئتني كما أحب تحكي لي عنك وأسمعك وكأنني بين يديك , وكأن الدنيا تلاشت وما بقي لي منها إلا أنت , انتهى الحلم وأنا منك ما انتهيت , وكأنك كذرات الهواء تماما لا يموت احتياجنا لها مهما تشبعنا بها نفسا تلو الآخر ...
.
يا نون ليس سهلا على أنثى مثلي أن تفقد كبرياءها في كل مرة تغلبها أنت ,وتضعف كريشة طير كلما عُدت إليها بعد غياب بشوق , ليس سهلا أن تجمع ما تبعثر منها أمامك بعد صمود طويل كانت تدعيه بدونك , صدقني يا نون صعب جدا أن أفيق من غيبوبة طويلة كانت معك حُزنا على غيابك , فبالرغم من التصاقك الطويل بي ما زلت في كل مرة ألتقيك بها أتلعثم كطفلة وأخلط بين إحساسي بك كحبيب وكأب, فأجدني أتعلق بحروفك كما تتعلق الطفلة بثوب أبيها وأُشاكسك كما تفعل معه تماما وأضحك معك علي , ثم فجأة أجد نفسي العاشقة القديمة التي تُدرك أي رجل أنت وتعرفك جيدا وتشعر حتى بأصغر نبضات قلبك وتتوحد مع أبسط نفس يتسلل هاربا من صدرك , وتُمطرك حُبا يأتيك من كل صوب كريح لا اتجاه لها وكمطر لا نهاية تقف عندها قطراته ...
.
أحتاجك يا نون حتى لا أفقد توازني , فالليل يحتاج النهار ليعرف حدا لامتداده والنهار يحتاج الليل ليعتمد عليه إن رحل خلف الأفق تعبا , كل شيء يعتمد على جزء آخر ليكتمل به , الليل والنهار, الشمس والقمر, الوجود والعدم , أما أنا يا نون لا أنتظر منك اكتمالا لا أعيشه بدونك , أنت لست نصفي الآخر وما شعرت لوهلة بأنك مكملا لي , وطوال سنوات وجودك في قلبي لم تملأ فراغات كانت خاوية من قبلك , أنت يا نون أنا وأُدرك جيدا الآن بعد حكاية حب طويلة لي معك أن الحب يصنع من الرجل والمرأة كلا واحدا لا يتجزأ وبأن كل نظرية تحدثت عن النصف الآخر تجهل معنى الحب وما وصلت إليه أبدا ,فنحن لا نُحب لأن فراغاعاطفيا يكبر في قلوبنا أو لأن إحساسا بالعدم يخنقنا , نحن لا نحب لأننا نحتاج نصفا آخر نكتمل به , نحن نُحب عندما نغفل تماما عن احتياجاتنا وننسى كل جانب مظلم في حياتنا ولا نُفكر أبدا بما كسبنا وما خسرنا , الحب الحقيقي يا نون يأتيك وأنت في أوج انتصاراتك سعيدا ومكتفيا بمن حولك , الحب الحقيقي يأتيك ليُثبتَ لك بأنه سيعيش معك بالرغم من أنك ممتلئ بدونه ومكتفيا تماما من غيره , الحب الحقيقي كوردة نبتت وسط الصخور وحدها تكفيها قطرة ندى وترضى بنسمة صيف , الحب الحقيقي هو ذاك الذي يتركك تتساءل دائما عن مكان حبيبك , أهو وسط العين أم في القلب ؟؟؟أهو ينساب مع النفس أم عالقا بالنبض ؟؟؟ , الحب الحقيقي يتركك بلا أجوبة, بلا حلول منطقية, بلا هدف, بلا مبرر, بلا شيء تتعلق به لتفهم ما أنت فيه ,ولما أنت فيه ...
.
سيد نون أنا لا أطرح أسئلة هنا ولا أملك أجوبة , أنا لا أتحدث بالمنطق ولا أكتب بعقلانية , فأنا لا تخضع لي الحروف إلا إن وعدتها بك وليمة إحساس , ولا تأتيني الكلمات طوعا إلا إن كُان حبك تاجا فوق رؤوسها ,أنا لا أكتب إلا إن فاض بي الشوق إليك لأنني أخاف أن يفضحني , فلا أحد سيقف وقتها في وجهي وسأُبعثر كل أسراري معك وسأبكي حد الصراخ حتى يأخذوني إليك , ولن ينفعك وقتها أي محاولة للهرب ولن تجد بدا من احتوائي وستعلق معي للباقي من عمرك , وأعدك بأنني سأكون كظلك , شمسك التي لا يراها سواك وليلك الذي لا يكسوا بالظلام سوى جسدك , سأكون برد شتائك , ورق خريفك , ورد ربيعك , وسأقف بينك وبين آخر نفسا لك لأمنحك ما تبقى عندي فداءا لحياة هي في الأصل لك ....
.
يا نون أنا أكتب لأنني قد أصاب بالجنون , وكل حرف أنطق به وقتها سيكون ضدي, ولأن كل حروفي عنك ,أخشى أن أجدها تقف معك بعيدا عني , أنا أكتب يا نون حتى أُجنبُك تداعيات الشوق الزائد عن حدة فلا تضطر لوجودي الدائم في حياتك ولا ألتصق بك كجلدك ولا أحتل يومك بإزعاجي المتصل لك , أنا أكتب لأرتقي بك عني , أرأيت أي أنثى أنا ؟؟؟ وأي عاشقة تمنحك من تعبها راحة, ومن موتها حياة ؟؟
.
حبيبي نون , الحرف جنون والكلمة هذيان وأنا مابين الاثنين تائهة أبحث عنك بجنون وأهذي باسمك بعباطة , وأحبك أكثر من عمر مضى بدونك , وأكثر بكثير من عمر قادم معك ولك , أحبك أعمق بكثير من تعب حياة مضى بدونك ووجع روح معك وبك , أحبك حتى يأذن الله في السماءأن التقي بك لأخبرك فقط كم أنت شرير وكم أنا أُحبك...
.