السبت، 19 يوليو 2008

بدايات



لا شيء يُشبه الخطوات الأولى
ولا متعة تُضاهي تلك التي عشناها مع أول ضحكة
ولا وجع أعمق من دمعة انحدرت للمرة الأولى لتفتح باب حزن طويل
البدايات مختلفة
جميلة حد الألم وأكثر نرحل عنها ولكنها لا ترحل أبدا
.
عندما أعود لقراءة نصوصي القديمة أشعر بأنني أُقلب ألبوم صور طفولتي
وأضحك على عثراتي وأبتسم فرحا بانتصاراتي
عندما أعود بالزمن إلى الوراء حيث حروف تحبو لترى النور
وكلمات تتراص خجلا على السطور
وجمل مرتبكة خائفة من قارئ يحتقرها فتنزوي كلمة أو يتجاهلها فتُصبح نقطة
عندما أعود لنصوصي القديمة أضحك على ركاكة حرفي وبدائية كلماتي
أضحك على طفولة إحساسي وارتباك مشاعري
البداية دائما صوت يجلد ظهر طموحنا وقد نُصاب بالوجع حد الانسحاب
أو بالصلابة حد التقدم
.
لم أكن أُدرك معنى البدايات حتى عرفتك
فمع أول أُحبك شعرت بجمال الخطوة الأولى
واستحضرت الطفلة التي تعثرت ألف مرة قبل أن تقف
وزارتني أول ضحكة فرح بلعبة جديدة
وأول دمعة حزن على ثوب تمزق
مع أول أُحبك وُلد من رحم الذاكرة تاريخ بدايات لا ينتهي
ولأنني ما عرفت معك بداية حاولت أن أجمع من الذاكرة كل إحساس أول لعلي أجدك
أو أجد طريقا يأخذني إليك لأفهم وجودك
كل ماحولي ومن حولي لهم تاريخ بداية معي إلا أنت
كلهم نجحت في توثيق وجودهم بتاريخ إلا أنت
حتى ضفائري وصلت لوقت التصاقها برأسي ولك ماوصلت
حتى أقدم كتبي وجدت له تاريخا مطبوعا بالقرب من العنوان
وما وجدت بالقرب من صورتك في قلبي وقت
كل شيء جاء ورحل وأنت معي جئت وما رحلت
مرتبط أنت بأجمل وأسوأ بداياتي
بنجاحاتي و بخيباتي
ما بدأتُ معك وما انتهيت
.
وحشتني
أحمل شوقي إليك مبررا لهذياني
وشفيع لن يخذلني لغباء عباراتي
أحمل شوقي إليك لتبتسم الآن وأنت تقرأني فلا تُشفق علي
":)ولا تُردد بينك وبين نفسك"ليتها تبتسم
ها أنا أبتسم الآن إكراما لك كما كنت أفعل دائما
أُحبك يا وطني
مللت الغربة وملتني
تائهة بدونك فأعد لي هويتي