
"كيفــــــــــــك؟"
أيعقل أن تختزل كلمة أصغر من امتداد السطر
سؤالا لجواب ممتليء بألم أكبر من اتساع الدنيا !!!!!!!...
"كيفك؟" ..
"كيفك؟" ..
جاءتني كبيرة كثيرة جدا بالرغم من حروفها الأربع
عميقة جدا جدا بالرغم من سطحيتها وهامشيتها وعمومية معناها
جاءتني بحراوأنا النهر الصغير الذي لا يعرف اتجاها يصب فيه حزنا سواك
جاءتني كونا بحاله وأنا القرية الصغيرة التي لا تحتويها سوى حدود وطنك
جاءتني حياةوأنا الموت المتكرر الذي لا يعرف قاتلا له سوى هواك ..
"كيفك؟"..
أشعر بأنها وداعا رقيق حمله قلبك لي على طبق من ألم تربت "أنت" برفق على مواضع الألم منك بها
وكأنك تعزي قلبي المجنون بك تواسيه بها ترضي "أنت" ضميرك العاشق بإطلالة صغيرة من إحساسك بها
تضحك على قلبي "أنا" بحضور ركيك اتخذت من "كيفك؟" مبرر له
.."كيفك؟"..
أشعر بأنك هذه المرة بالذات قاتلي لا محالة
وكأنك تنبش قبور جراح قديمة وتنثر ملح فقدك على المفتوح من الجراح
وتخطو بإحساسك العاري فوق رصيف جرح قديم " بك" جديد وتغتسل بنزفه ..
"كيفك؟"..
احترت في اختيار جواب يليق بجرأة إحساسك
ببرود حضورك الغائب في سؤالك
تمنيت أن أرسل لك قلبي حتى تقيس تسارع نبضاته احتفالا بك
ذاك الساذج فرح حتى بقسوة إحساسك عليه
احتفل بــ"كيفك؟"وكأنها "أحبك" بتصريف آخر ..
"كيفك؟".
.أكان صعباعلى أناملك التي وهبتها "أنا" عبق الورد عندما أكتب عنها حبا أن تغرس في صحراء بعدك برعم ياسمينـــ "أحبك"؟؟؟؟
أكان صعبا على الحروف التي أسقيتها جنوني بك أن تركض فوق السطور فرحا وتكتب على صفحة الحزن عليك ضحكــــــ ة " وحشتيني"؟؟؟
أكان صعبا الى هذا الحد أن تكون كريما وأنت الغنى بحب صنعته أنا لك من روحي ؟؟
أكان صعباعليك أن تمثل دور المشتاق لمتفرجة واحدة لا تتابع سوى حلقات مسلسل حبك؟؟
أخبرني أرجوك إلى هذا الحد صار الوفاء لما تبقى لي عندك صعب ؟؟
إلى هذا الحد مات إحساسك بفرحي بك ؟؟
إلى هذا الحد صرت "أنا" أنثى اعتيادية عندك تلقم إحساسها حضورك بفتات "كيفك؟"؟؟؟؟...
ماذا أكتب عندك؟؟.
أحرجتني مع سيل كلماتي الوفية لك وحدك
أخجلتني أمام سطور أوراقي التي تعتبر كل حكاية عنك عقد قران لها مع ذكراك
.ماذا أكتب عنك ؟؟
.قتلتني وأنا لا أكتبك موتا
ولا أجيد تعريتك بقسوة .
قتلتني .وأنا لا أكتب بلغتي التي اكتسبتها منك جرائم قتل
ولا أعرف كيف أصف أدوات الجريمة .
علمني حبك بقدر ما قتلني. أن القلم الذي يكتب عشقا نسميه في لغتنا ملائكيا يترفع عن الدنيا ويسمو ارتفاعا ليصل إلى الأرواح فيكتبها .
علمني حبك بقدر ماقتلني .أن الأوراق الممتلئة عشقا نسميها في لغتنا أوراقا روحانية تترفع عن احتواء الغضب وتسمو
ارتفاعا لتلتهم الأرواح حرفا وتمتهن الصمت بين جوانبها لغة .
علمني حبك بقدر ما قتلني .أنني "أنثى " "غير" مختلفة في كل شيء حتى في توقيت استقبال قلبي لحبك
مختلفة حتى في تذوقي لمرارة بعدك
لا أنثى تشبهني في جنوني بك ولا عاشقة تصل إلى حدود امتدادي في قلبك
كلهم سيقتربون منك ويتساقطون كالفراشات احتراقا بنور حبي المتلبس بك
لن تجد فراشة مثلي باعت أجنحتها للريح لتهبك "كلها" ونبض "قلبها"
وتجبرك على احتوائها لعجزها عن التحليق بدونك
لن تجد فراشة مثلي تفقد جناحاها في معركة ريح عاصفة وبالرغم من كل هذا مستعدة أن تحملك فوق ظهرها المتعب حبا
ثقيلا .
علمني حبك بقدر ما قتلني. أن البدايات في الحب دائما صعبة لأنها تتعثر بالخوف ويقتلها الارتباك
ولأنها بلا ملامح وبلا زمن وبلا وجود ثابت لا يتغير
البدايات في الحب تأتي خارج الزمن ولو أعدنا الشريط لوجدنا حلقة من مسلسل الحياة غائبا
ولا تضح صورته وقلبنا وحده من يدرك بأن المقطع الغائب هو وقت ولادة نبضات جديدة له
وحياة غريبة عليه .
حبك علمني بقدر ما قتلني.بأن النهايات في الحب سهلة جدا وكثيرة جدا جدا فمع كل موجة غضب تولد نهاية
ومع كل كلمة عتاب يرفع قارب الحب شراعه معلنا الرحيل
وينسى بأنه على يابسة ضرب القارب فيها جذورا لا يحركها أعتا موج
لا نهاية للحب لأنه مجهول الهوية مقطوع من شجرة البداية ..
ما ذا أكتب عنك الآن ؟؟؟
اطمئن نمت "أنا" قريرة العين بــ "كيفك"
فليرتاح ضمير حبك وليهنأ "العزيز" وجدا قلبك ..
كانت " كيفك ؟" تكفي ليهطل المطر ولكنه هذه المرة مالح وحارق وبلا فرح ..
صباحك بلون المطر لا لون له