
بعد مشوار مرض طويل ها أنا أعود إلى حيث أُحب , إلى المكان الذي يلتقط ما يتساقط من روحي فيستحيل مطرا , ها أنا أعود لأمنح كلماتي شرف تمزيق إحساسي حرفا تلو الآخر ..أيها الرجل البعيد كالروح عن الجسد وكالدفء عن الشمس مازلت معي متعلقا بي ثابتا كثبات أنفاسي البائسة قويا كخطواتي التي مهما كسرتها الريح مازالت ترسم فوق وجه الأرض وشم وجودها , أيها الحبيب الطيب جدا كنسائم باردة في صيف مكة الحار وكقطعة خبز بيد يتيم تائه مازلت معي تُرافقني كظلي الممتد حيث أكون النائم بالقرب مني منتظرا ليلا جديدا ليتوحد معه ويغيب عني , أيها الصديق المخلص جدا كدمعة أم تبكي شوقا لابن امتهن الغياب وخذلها وكوردة ذابلة رضيت بصفعة كتاب قديم لتظل بين أحضانه ذكرى يقلبها الزمن إن ذكر وجودها مازلت معي تأخذ يدي بين يديك لأقف كلما هدني اليأس وأضناني المرض ...أيها الرجل الحبيب , الصديق , القريب سعيدة باحتفال قلبي الدائم بذكرى حبك مع كل نبضة حياة , سعيدة باشتعال عيناي دمعا حار شوقا إليك مع كل حلم بلقاء , سعيدة بانزوائي بعيدا طمعا في لحظة هدوء تأخذني إليك سعيدة جدا بالمرأة التي أصبحت أنثى الآن بحبك ...يا حبيب قلبي ها أنا أنسج بحكايتي معك معطف وهم ارتديه كلما خذلتني الدنيا وتتشبث به روحي المتعبة كلما خافت من بطش الريح وسخط العواصف , قد أكون مجرد امرأة تقتات على حبك وهما تلو الآخر لتكبر في نظر إحساسها وليشتد عود صبرها فلا تتعثر كثيرا ولا تقف في منتصف الطريق طويلا ..قد يكون حبك إحدى قصص إلف ليلة وليلة تاهت فصارت لوحدها عمرا كاملا لا يتجزأ , أعرف جيدا بأن الحياة تهدينا مع الرضا بعضا من الوهم لنعيشها كما يجب , وأعرف أيضا أن الوهم الذي تأتينا به الحياة قصير جدا تماما كما هي أحلامنا, أعرف كل هذا وأكثر ومازلت أجهل الآن سر حُبك ولا يفهم عقلي لماذا تسكن القلب وحدك ومهما رجحت كفة المنطق عندي يظل حُبك خارج حدوده ويستمرجهلي به وأفقد مع الوقت رغبتي في تفسيره أو حتى معرفه علاقته بروحي وتشبثه الدائم بأجملأحاسيسي ...., متعبة جدا يا سيدي كل الطرق التي تؤدي لنهاية واحدة ومملة جدا كل الأصوات التي تحمل لك احساسا لا يتغير , لذلك أنت مختلف فبالرغم من تكرار حُبك في قلبي أشعر بأنني مختلفة به مع كلنبضة جديدة , وبالرغم من تكرار شوقي اكتشف في كل مرة بأن الحنين إليك حكاية جديدة لا تُشبه سابقتها وبأنني مع كل "وحشتني" أمنح الأُنثى التي تسكنني جمالا لا شيء يُشبهه سوى حلولك الدافئ في قلبي ..اشتقت إليك ربما أكثر من شوق الغريق لنفحة هواء تنقله من الموت إلى الحياة , وربما أكثر من شوق الأم لطفلها الوليد الذي لم تراه بعد , اشتقت إليك يا سيدي أكثر من شوق الحزين لضحكة فرح ومن شوق اليتيم لاحتواء أب , اشتقت إليك شوقا لا أعرف مداه وأجهل تماما مقداره كل ما أعرفه عنه أنهيحتلني ويُصادر أسلحة النسيان التي استعين بها كل ليلة في حربي الدائمة مع ذكراك , كل ما اعرفهأنه شوق ما عرفته وموت لا يأخذ روحي وإنما يأخذني إليها , وعذاب لا يقتلني وإنما يزيد أياميليتمادى وجعا ويتعمق ألما , كل ما أعرفه أن ما يسكنني من شوق يأخذني إليك يحملني كطائر جريح إلى حيث أنت فأجد روحي معلقة بأستار ذكراك تئن وجعا من دنيا ما أنصفتها ومهما أخذت منها ما أعطتها ..........يا حبيب قلب ما عرف الحياة إلا معك كل أيامي قبل وجودك لا تُذكر وكل أحلامي مع سواك ماتت منذ زمن وكل ربيع لا يشهد حضورك شتاءا مهما أزهرت أشجاره وتمادت أزهاره , وكل شيء من غيرك صدقني لاشيء ,و"أي أحد" ليس أنت يظل والى الأبد "أي أحد" ..أنت "تاريخ" يحكي حضارة حب تزدهر معك ولك وبك , أنت "جغرافيا " جاءت للعالم بوطن لا حدود له وبتضاريس أرض مرسومة على السماء , أنت " دواء" لا يعرف الأطباء حتى الآن كيف تُشبه كلماتك مسكنالألم وكيف ينجح صوتك- ان عبر ذات ذكرى- في بث الحياة في ما مات من إحساس , أنت " عالم" لم يكتشفه أحد سواي ولم يدرك أبعاده أحدا غيري , أنت "دنيا " أنصفتني وأخذت مني وبالكثير الكثير غمرتني ......."أحبك " اشتاق لترديدها أمامك احتاج للأمان الذي تمنحني إياه حروفها وللحياة التي تأتيني مع تكرارها ,أحتاج لذاتي التي احترمها أكثر كلما ارتفع صوتي بها , ولقلبي الذي أشفق عليه أكثر كلماتخبطت نبضاته خجلا منها , اشتاق لحرية حُب منذ تعلق القلب بك لم أجدها ....مؤلم ذاك القيد الذي يُكبل إحساسي فأُصبح معه عاجزة عن التغني باسمك والمجاهرة بحبك , بئسا لحرية لا تتجاوز نطاق القلب , بئسا لحرف جبان لا يتجاوز السطر , بئسا لدمعة خائفة تتشبث بالأهداب وتخشى الانحدار وجعا ........بعد مشوار مرض طويل عُدت برصيد عمر أقل وبأمل أضعف بكثير من ذي قبل , كنت أعتقد بأنك مثلالعمر والأمل وبأنني سأعود بعض مرضي بدون وجودك الكثير في قلبي , وها أنا أجدك قبل أن أجدني وأشعر بك قبل شعوري بعافية جسدي من جديد , وكأن صراعي مع المرض كان صراعا طويلا لأعود لحياة تحتويك فأُحبك أكثر وأهنئها بوجودك أكثر وأكثر , وكأنني يا حبيب قلبي أعود للدنيا لأمنحها شرف الاحتفال بك معي ........"مطر أنت وقلبي سحابة " لا أمل منك مهما حملتك وان تساقط حُبك مطر أعود للامتلاء به من جديد ,و سأظل للأبد السحابة التي لعبت دور الغيمة كثيرا حتى مُنحت لقب سحابة إكراما لما تحمله من مطر , فبعض المطر يا سيدي يُشبه الروح تماما يتساقط إحساسا تلوالآخر ليغتسل به القلب وأكثر .."أُحبك "