
.سأبدأ بنقطة فأنا قبل البدء أبحث عن نهاية وقبل الاسترسال في الهذيان أبحث عن صمت يبتره ويُلجم ما انطلق منه بحثا عنك , منذ غبت عني وأنا أخاف من الطريق الطويل لأنني لا أرى في آخره جدارا أترك جسدي المتهالك عنده وأرحل , منذ غبت عني وأنا أخاف من البحر لأنني لا ألمح له نهاية ولا أرى رؤوس القوارب ان التهمها البعد , منذ غبت عني وأنا أخاف الحياة بأسرها , أخاف أيامها وتُتعبني ساعاتها لأنني لا أرى لوجعي من بعدك نهاية , ولا أجد لشوقي الممتد كظلي حد , يؤلمني الآن أنني وصلت إلى نقطة تُشبه قمة الجبل تماما فالمسافة بين الأرض والفضاء خطوات معدودة كلما تقدمت خطوة تراجعت مثلها وكلما فرحت بالأرض أتعبني شوقي للسماء ...بدأتُ بنقطة ومازلت أبدأ بها كلما شعرت بأن شوقي لك يمنح كلماتي مساحة أكبر لتتبعثر وكلما فاق نزف حروفي عدد السطور , وكلما عجزت علامات الترقيم الأخرى على احتواء جملي الهزيلة الممتلئة بك وحدك , النقطة جداري الذي يتكأ عليه إحساسي حتى لا يتهاوى ألف ألف كلمة في كلاتجاه ولا تُصبح حروفي نبضات قلب ضاق بالصدر وعانق الحياة هذيانا لك وحدك ..النقطة يدا مبتورة الأصابع تصفعك ولا تُجيد احتواءك تمتد إليك ولا تُشير اتجاهك , تربت على حزنك فتأتي قبل أن يفضح الدمع حروفك وينساب الوجع كالظل بين كلماتك ..أُحب النقطة لأننا في البدء كنا مثلها مجرد نقاط تائهة تعلقت بها الروح فتشكلت جسدا , ومع الوقت صارت تُدرك بأن قدرها أن تكون في النهاية , وبعد عمر حافل بكل شيء معها ستأتي لتكتب آخره , وتقف بين الحياةوالموت لتبتر امتداد احدهما , فتُطلق سراح الروح وتختنق مع الجسد الذي حملها منذالبداية إلى أن كتبت معه قصة النهاية ...النقطة ترجمة للبعد باسلوب انيق فهي تمنحك خيالا واسعا كلما لمحتها فقد تكون أي احد وقد تُعبر عن أي شيء ففي النهاية هي أنت وما تحمله لك هو بعضا من أفكارك عنها .."فلسفة النقاط" لا يصل اليهاالا الغارق في الجنون حد الثمالة وأكثر فهو مشغول بها أكثر من نبضه ويرسمها كثيرا أكثر من حروف اسمه , هكذا نُصبح يا سيدي مع الوقت, مجرد مجانين مابقي من المنطق في نظرهم شيئا ليقترفوه .أحبك وأُدرك تماما بأنني قد أكون في نظرك الآن مجرد نقطة بعيدةجدا مابقي منها الا بضعة ذكريات معلقة على جدار القلب تكاد تهوي كلما هبت ريح النسيان أحبك وأعرف جيدا بأنني لا أملك من امر قلبك شيئا فأنا ما اخترته لي ولكنه اختار التحرر مني ..أحبك ولا أُطالب قلبك بشيء فقط أُريده أن ينبض فرحا بحياةدعوت الله أن تكون الأجمل له أحبك ولا حدود لمحبتي ولا نقطة تبتر امتداد شوقي ولهفتيولا "فاصلة " تقف مابين دموع وجعي من الدنيا ووجعي منك ...ليتني ما عرفتك حتى لا تبهت الألوان من حولي ويبقى لون الفرح بوجودك ,حتى لا تغيب الملامح أمامي ولا يبقى منها سوى تلك التي تُشبهك , حتى لا أكره وجودي مع غيرك وأحن للحظة لا موجودة معك ,ليتني رحلت برحيلك حتى لا أظل غائبة وكل ما حولي حاضر حد الجنون وأكثر , ليتني ما كنت أنا معك حتى لا أجهلني الآن من غيرك .ماتت حكاياتي الآن يا صديقي , مات إحساسي بها وشوقي لسردها أتُدرك ما معنى أن تموت حكاية ؟؟؟؟ أن تتشابه الفصول مهما اختلفت الرواية ؟؟؟أن لا تتغير مخارج الحروف لفرح استثنائي أو لدهشة عابرة ؟؟أتُدرك ما معنى أن تتشابه الأماكن ويموت فرحنا بما تحمله لنا فيُصبح الشارع مهما ازدان عاديا والحدائق مهما امتلأت بالضحكات فارغة ومع الوقت نُصبح نحن جزءا من اعتتيادية كل شيء من حولنا ونخاف أن نفقدنا فنبحث عن شارع بلا أرصفة وحدائق بلا أصوات لنعود الى حيث تركنا أحلامنا ذات أمل تحت ظل عادي جدا وبالقرب من شارع خالي جدا الا من صوت نحيب ارواحنا وعبث الريحبالدامي من جراحنا ....أتُدرك ما معنى أن أختنق بالشوق اليك بالرغم من سنوات بعدك ؟؟؟أن أبكي حنينا اليك وانت مجرد رجل التقى به القلب ذات احساس ؟؟؟أتُدرك ما معنى أن تكون كل شيء وأنت لم تترك لي منك أي شيء ؟؟أن تشغل تفكيري وأنا لا أحمل عنك سوى ذكريات بالية كثوب قديم ؟؟؟أتُدرك ما معنى كل هذا يا سيدي ؟؟أعرف بأنك لا تُدرك شيئا فأنا مثلك أُبعثر أسئلة أعرف جيدا بأنها ستظل وللأبد عالقة بين " النعم " و "اللا" مُبعثرة كأوراق خريف تحملها ريح الحياة , ومهما حاولت الوصول معها الى "نقطة" تمنحها نهاية تليق بها تأتيني ألف "نقطة " بعدها لتسلب من النقاط خاصية البتر وتمنحها استمرارية فارغةأبطالها نقاط تدفع بعضها البعض باتجاه العدم ...سأُنهي ما بدأته بنقطة لأنني منذ البدء أبحث عن نهاية ومنذ عرفتك أنظر خلف حدود الأشياء لعلي أجد نهايتها وألمس بإحساسي نقطة تبترها , منذ عرفتك أدركتُ بأن الحب لا يُلغينا فقط ليكون وانما يُلغي علاقة كلماتنا بااللغة فلا نُجيد استخدام علامات الترقيم كما ينبغي ومهما حاولنا تظل الفاصلة حرفاجديدا لا نفهمه والنقطة مهما رسمناها بداية لنهاية, لا تبتر إحساس وإنما تمنح غيره الضوء الأخضرليتوغل أكثر في أرواحنا .يا سيد قلب ما عرف الحياة الا معك أُحبك بلا نقطة تبتر امتدادها وبلا فاصلة تمزق إحساس السطر بها وبلا أقواس تحصرها ما بين بداية مجهولة ونهاية مستحيلة يا رجل أُنثى ما وهبت وجودها الا لك أُحبك بلا نقطة تمنع امتداد الشوق اليك وتقف بين الحنين الى وجودك وبلا فاصلة تقطع اتصال الأمل بها وبلا أقواس تُجبرها أن تمتد باتساع عيناك ولا تصل الى قلبك .حبيبي أُحبك كما يليق بي وأكثر