السبت، 19 يوليو 2008

أكتب لك




لو سئُل أهل الهوى من بعد موتهم * هل فرجت عنكم مذ متم الكرب

لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي * لكن نار الهوى في القلب تلتهب

جفت مدامع عين الجسم حين بكى * وإن بالدمع عين الروح تنسكب...





...بالأمس قررت أن أكتب لك أن أحيك من الكلمات معطف احساس يقيك برد مشاعر من حولك
كنت أُفكر برسالة خاصة لك وحدك بكلمات لا يقرأُها سواك بنزف لا يليق الا بسطور لها شرف المثول بين يديك
جمعت ما تيسر من الكلمات فكرت بكل الحروف التي قد تُساعدني لأكتبك وتساعد السطور لتحملك
فتحت صفحة بيضاء بلا سطور تماما كما أُحبها وكما تعودتُ عليها أن تكون
فلا أذكرُ يوما بأنني أخذت الصفحات الممتلئة بالسطور ولا حتى علقت عليها كلماتي كالملابس المبتلة تماما
تقطر ألما ولكنها ما تزال متماسكة تسخر من الورق وتخدع إحساس القلب
لا أذكر يوما بأن سطور أوراقي كانت مطبوعة بإتقان ومرسومة بفن ومهارة
دائما سطوري من صنعي أنا أخُطها كما تفعل أي طفلة بعبث وسذاجة
لا أذكُر يوما بأنني أتقنت رسم سطر مستقيم فكل سطوري مائلة ومبعثرة وباهتة جدا بخلاف مشاعري
*
.بالأمس قررت أن أكتب لك
ربما اشتاقت كلماتي لمعانقة عيناك وربما احتجت أن أترك لك من حرفي ما تقرأه وحدك
آخر رسائلي إليك كانت ساذجة جدا أتذكرها جيدا وتتذكرها أنت أيضا كتبت لك قبل أن أبدأ" اغفر لي خطي سيء جدا ويارب تقرأني صح "
كنت أعرف بأنك تُجيد قراءتي حتى إن لم أُجيد أنا صياغة إحساسي
كنت أعرف بأنني بالنسبة لك مختلفة في كل شيء حتى في رداءة خطي وتتابع "عباطتي "
كتبت لك وقتها عن كل شيء هكذا وبسرعة وبلا ترتيب مسبق كنت أخشى وقتها أن يمضي الوقت ولا يتسع لكل ما لدي
كنت أبحث عن أي طريقة تجعل فكرك في ذلك الوقت ملكي وحدي مثل الطفلة معك" أنا" أدور حولك حرفا حرفاوأُدير
رأسك كلمة كلمة ..
*
بالأمس-حاولت أن أكتب لك بعد أن قررت أن أكتب لك
عندي ألف ألف حكاية ماسمعتها بعد مني
وعندي ألف ألف لحظة بكاء اقترفتها بعيدا عنك بسببك ربما أو بسببهم
وعندي ألف ألف ابتسامة باردة كفصل الشتاء اقترفتها سخرية من احداهن يااااااااااااااااااااه ستضحك كثيرا صدقني فأنا أضحك بعيدا عنهم معك .
تخيل بأنني ممتلئة بك
أكاد أراك في كل من حولي وما حولي
أتحدث عن حبي لك بطلاقة وباحتراف قد أُناجيك أحيانا ولا أخطيء
ولا أتلعثم وبصراحة معجبة أنا بالعاشقة التي تسكنني ومبهورة أنا بتميز حضورها وغرورها بك
.لن أكذب عليك قررت فعلا أن أكتب لك مالا يقرأه سواك
فكرت بأن رجلا مثلك يستحق حرفا يصل إليه قبل سواه
ويُعلن الولاء له قبل أن يموت في معركة إحساس بعيدا عنه
فكرت أن رجلا مثلك يحتاج نزيفا وطنيا له وحده يُردده النص بين يديه قبل أن يُحلق بعيدا
لن أكذب عليك قررت فعلا أن أكتب لك مالا يقرأه سواك
أن أُضيف على تميُزك بحبي لك تفرُدا جديدا يجعلك وحدك دون سواك تحتكر أحقية قراءة حرفي
وانتقال عينيك بحرية على نزفي تُضيف ما تشاء إن أحببت وتنتزع ما تشاء إن رغبت
لن أكذب عليك فكرت بأن رجلا أسطورة مثلك لن يقبل بكلمات انكشفت لسواه
ولن يُرضيه حرفا توارى خجلا أمام غيره
تُريد أُنثى مكتملة تكبر بين يديك إحساسا وكلمة وتُخلص لك حاضرا وغائب وتُحبك إحساسا وكلمة
نبضا وحرفا حياة وموتا ..
*
بالأمس قررت وحاولت ولن أكذب عليك .
.أن أكتب لك وكتبت لك رسالة خاصة على بريدك الخاص جدا استغرقتُ ساعة كاملة لكتابتها
تخيل أن الأنثى التي تنهمر حرفا إن سُئلت عن أي شيء استغرقت وقتا مضاعفا لتكتب إليك فقط
تخيل بأن الأُنثى التي لا تُهزمها كلمة أمام أي موضوع كيفما كان هزمتها أنت
وكسرت كلمات ما كانت لتُكسر بدونك وشردت حروفا ما تركتها منذ عرفتها إلا أمامك
تخيل استغرقت ساعة كاملة لأكتب لك وما أسعفتني الكلمات
وما نصفني إحساسي بك وكما خذلتني الدنيا بدونك خذلني إحساسي بك
ورجفة أناملي صادرت حق كلماتي في الاندفاع بإتقان
ورسم مشاعري ببراعة
ساعة كاملة لاشيء كتبته لك سوى كلمة صغيرة
غضبت "أنا"من وجودها في إحدى رسائلك يوما واتهمتك بالبرود والانهزامية
و فضحتك أمام قلبي وخذلتك فما وصلك مني ردا يليق بها
ساعة كاملة وكل ما جاء مني كلمة صغيرة لا يشعر السطر بوجودها ولا تفخر النقطة باحتوائها " كيــــــــــــــــــفـــــــــــــك؟"
حاولت أن أجعلها بطول السطر ففشلت
حاولت أن أتبعها بنقطة فانهزمت
اغفر لي ما أنصفتك ذات رسالة حملتها وما منحتك ردا
اغفر لي ما فهمتك وقتها ها أنا أفهم الآن متأخرة كالعادة
موجوعة كالعادة
وأحبك أكثر وأكثر كما يليق بك و أكثر أكثر ...