السبت، 19 يوليو 2008

مطر



مطر يا سيدي مطر أتُدرك ما يعني المطر؟؟؟ هو أنت حضورك حيث أنا اغتسالي بك بُكاء السماء معي شوقا إليك هو ذاك النقاء الذي لا يُشبه ما تلوث من إحساسي هو ذاك الصدق الذي لا يصل إلى زيف حياتي هو صراخ السماء إن تعثرت الكلمات على شفاهيالمطر يفضحني أمام نفسي , يُعري إحساسي فأُحاول أن أتوارى بعيدا في كل صباح ممطر حتى لا أنهار وأُلقيأسلحتي وأعترف أمام الجميع بفشلي , اعترف بأنني أخاف الناس كثيرا , ليس ذاك الخوف الذي يمنحنا رعشةالأطراف وذهول العيون بل هو خوفا مختلف كبر في قلبي بعد كل خذلان جديد لقموني إياه وجعا تلو الآخر رأيت بالأمس حلما واستيقظت لأجد السماء تبكي مطرا ..أهي مجرد مصادفة أم أنك فعلا سيد المطر تُعلنبحلولك في عالمي بدايته وبرحيلك انسحاب آخر قطراته ..!!مختلفة السماء اليوم يا سيدي مثقلة بالمطر ومتعبة من حمل غيوم تتحرك بتثاقل على صدرها فتصرخ رعدا وتحتويها الأرض فتترك دمعها يتسلل الى كل مكان حتى أحضان الورد ومتن حبات الرمال ..في الشتاء أبحث عن الدفء في ذكراك , فكلما تذكرتك اشتعل دمي شوقا إليك فلا أحتاج معطف صوف فأنت يا سيدي معطفي ولا أبحث عن قفازات فالكتابة إليك دفء أناملي , ولا يُغريني فنجان القهوة فأنا أرتشف كلماتك حرفا تلو الآخر , ولا أخشى ارتفاع رصيد دمعي فملامحي ستظل الأجمل لأنها تحتفل بمرورك عليها مطرا ..اشتقت إليك .. غريب جدا يا سيدي أن يلتهم النسيان مُعظم ذكرياتي وتصمد تلك التي عشتها معك والأغرب أنأنسى أغلب ملامح من معي وأتذكرك , والأغرب أكثر وأكثر أنني بدأت أنساني , وبدأت علاقة ذاكرتي بيتتلاشى , ولا شيء أقوى من ارتباط ذاكرتي بك وحدك, وكأنك "أنا" وكأن عمري امتداد عمرك , ووجودي البائس جزءا من وجودك , وإحساسي بالدنيا هو إحساسي بك وحدك ..!!"أُحبك" صارت مستهلكة تماما مثل "أخاف عليك" و"أشتاقك ", قديمة جدا كقصتنا وعادية كفراقنا وبالية جداوجدا كإحساسنا بالدنيا ورتابتها إذا لماذا يُزهر القلب كلما حملتها الذاكرة همسا ؟؟ لماذا يرقص النبض كلما صنع الخيال منها قصصا ؟؟؟ لماذا تؤلمني وتُداويني ؟؟ لماذا تُضحكني وتُبكيني ؟؟ من أين لها كل هذا السحر وماهي إلا كلمات , فقط كلمات تعلقت بأستار قصة رحل أبطالها ومازالت قائمة ..!!أيها العابر تحت المطر اترك للريح معطفك لتحمل رائحة عطرك وتأتي إلي نسائم صباح باردة , لا تحني رأسكاغتسل بالمطر ليتوحد معك لأستشعر لمساتك إن أصابني بلله ,اذكر اسمي كلما لاح برق وغاب لتعرف السماء أنها سقفا لأُنثى ما أحبت في الدنيا سواك ...أيها الرجل الحلم أعرف بأنك عادي جدا تماما كبائع الجرائد وصاحب المقهى المجاور أعرف أيضا بأنك مثلهم تعيش الحياة أو ربما هي من تعيشك ,أعرف كل شيء عنك وأي شيء معك , وبالرغم من اعتيادية وجودك تظل متفردا بي أنا , مختلفا عنهم بالتصاقي الأبدي بك , ويُدرك كل من يراك بأنك "غير" لأنني أسكنك ,أُحلق فوق رأس إحساسك ,أمنحك الثقة بنفسك , وأُذكرك دائما بأن من يقتحم حياة أنثى مثلي مختلف , كوردة وسط الثلوج وابتسامة على شفاه ميت ...!!أيها الرجل العادي جدا بدوني "أحبك" الغريب جدا بلا وطن إحساسي "أُحبك"المشرد بلا ملجأ قلبي "أُحبك العاري بلا معطف ذكرياتي "أُحبك "الصغير بلا حُبي الكبير "أُحبك"الوحيد بلا عالمي الموجود من أجلك "أُحبك"!!مطر يأتي بي إلى هنا لأكتبك , وغياب مطر يدفعني لأرحل عن هنا وأتركك , تماما كالأيام الخوالي يا سيدي مطر يأتي فتأتي ويرحل فترحل ما اختلف شيء أبدا فأنا من أظل دائما بعد رحيلك أنت والمطر , أنا من لا أعرف كيف أهرب من مواجهة دنيا بدونك فأجدني عالقة مابين الحياة والموت , الجفاف والمطر , سجينة ما بين كلمات تأتي بك وترحل بدونك , ترفعك للسماء وتترك تسقط على الأرض , ممزقة مابين نسيان لابد منه وذاكرة لا أمل في شفائها ..ترحل أنت والمطر وأظل أنا تماما كالأرض غارقة في الدمع تُلملم جراحها قطرة تلو الأخرى وتتركللشمس مهمة إخفائها , ربما أُشبه السماء كلما فرحت بحضورك وربما أُشبه الأرض كلما بكيتُ سخطاعلى غيابك الأكيد يا سيدي أنني أُشبهني لأنني لا أعرف سمائي من أرضي وأنسى أحيانا أن كنت أخطو على الأرض أم أُحلق فوقها , باختصار يا سيدي قمة النضج العاطفي أن تُدرك بأن لاشيء صحيح أبدا ولا مفهوم مهما أثبت جدارته يستحق الإيمان به , نحن فقط نُحاول حتى لا نموت يأسا وحتى لا يكون فشلنا لا معنى له ..!!!! يا أكثر الحقائق زيفا!!!!! "أُحبك"